ظلم النصر..
عدل
محيّر هو أمر كرة القدم، ففي أجزاء بسيطة من عمرها قد يرتفع صانع القرار في أعين العشاق إلى أبعد نقطة تتخطى ما وصل إليه الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون الذي دفع مئات الملايين ليبلغ حافة الفضاء راكبًا، ولو كانت التفاصيل لا تسرّهم لأودوا به إلى أسفل سافلين..
هم العشاق الذي يتحكمون بمعايير اللعبة، مستخدمين أسلحة العاطفة التي تؤتي أُكلها في حال وجدت طريقًا على من يمسك بزمام الأمور في الفريق أيًا كان..
النصر يخسر من الاتحاد بثلاثة أهداف مقابل هدف في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين.. العقلاء من محبيّ الأصفر نظروا لها بأنها لا تتخطى فقدان ثلاث نقاط، ولكن المتطرفين حوّلوها إلى ثلاث قنابل رموا الرئيس بواحدة، وأخرى على المدرب، وثالثة على الهداف.. فظلم النصر في أعينهم عدلًا..
لن آخذ مكان المدافع عن الثلاثي أو الرباعي أو كل من تسبب في الخسارة، ولكن ماذا لو لم يغلق باب “لو” وسجل عبد الرزاق حمد الله ركلة الجزاء أو كان الحارس وليد عبد الله أكثر حضورًا في مرماه؟ هل ستحدث تلك الضجة في عالم “السوشال ميديا”؟..
للأسف أن الوسط الرياضي مواصفاته ومقاييسه خاضعة للذائقة البشرية وليس على الدراسة المتأنية، هنا أتحدث عن الكثير من مسيريّ الأندية، فالجمهور قد يتحول إلى صانع قرار، و”الهاشتاقات” من الممكن أن تقود الرأي الرياضي..
قبل عالم “السوشال ميديا” كان هناك تأثير قوي للصحافة الورقية، وأذكر أن صحيفة كانت تتحكم في قرارات أحد أندية العاصمة فتغرقه بالمديح وتلبس الدرع والخوذة في الذود عنه، ولكن إذا لم تتفق مع عمل الإدارة تركت خط الدفاع واتجهت إلى رأس الحربة فتسجل أهدافها، بعدها يخضع مسيّرو النادي لرأي قادتها وكتّابها..
النصر يخسر من فريق كبير مدجج بالعدة والعتاد ولم يكن الفوز مضمونًا قبل الصافرة، ولكن رغم ذلك لعب مباراة مقنعة وكان الأفضل في الكثير من جزئياتها لولا أخطاء حمد الله وعبد الله..
أطلق الحكم صافرة النهاية، ولكن صافرات أخرى دوت في إعلام المجتمع دون سابق إنذار، تطالب برحيل الرئيس والمدرب والمدير التنفيذي واللاعبين والمارة من أمام النادي في شارع الأمير عبد الرحمن بن سعود..
من الصعب التحكم بآراء الجمهور وإيقاف مدّه في حال غضب ولكن تبقى المشاعر تتحكم به، ولو كسب الفريق مباراة فيما بعد لنسوا ما حدث في السابق، هذا حال العشاق تقودهم العواطف وليس العقول، ولكن المخجل هو أن تتأثر إدارات الأندية والبعض منها يكون موجهًّا بطريقة ذكية لزعزعة استقرار النادي..
لإدارة النصر وبقية الإدارات.. لا تتركوا حبال القرارات مرتخية يتحكم بها العشاق أو المنتفعون من سقطاتكم واجعلوها مشدودة، وليكن القرار بناء على دراسات مستفيضة مع الأخذ بأبعاده، فلا يعقل أن “هاشتقات” تؤثر على القرار على غرار سياسة القسم الرياضي في الصحيفة العتيدة الموالية ـ المعادية - للنادي العاصمي.