2021-10-03 | 20:12 مقالات

برنامج «مع الناس».. لكن أين الناس؟!

مشاركة الخبر      

بكاميرا واحدة وضعها المصور “الصبور” على كتفه أو كما يقال بلغة أهل الإنتاج التلفزيوني “شولدر”، و”الميكروفون” خالٍ من “اللوغو” وهو شعار القناة، وبعفوية متناهية ودردشة بسيطة أطلَّ علينا المذيع الراحل سليمان العيسى على مدار أكثر من 15 عامًا عبر القناة السعودية الأولى في برنامجه الشهير “مع الناس”.
انطلق البرنامج في الثمانينيات الميلادية، واستمر إلى منتصف التسعينيات، فكان نافذة المواطنين والمقيمين ممن يراجعون الدوائر الحكومية فيستقبلهم العيسى دون تكلف أو إعداد مسبق، ليقدموا ملاحظاتهم وشكاواهم واقتراحاتهم، وبموهبته التي لن تتكرر نقل المذيع الكبير همومهم في اللحظة ذاتها إلى المسؤولين، ووضعهم وجهًا لوجه لحين معالجة المشكلة، فتحققت الفائدة وظلّ البرنامج متسيدًا لحين توقفه.
قناة ذكريات حرصت على إعادة بث برنامج “مع الناس” ليتذكره الجيل السابق بكثير من الآهات، ويتعرف الجيل الحالي على نعمة التطور الكبير في الخدمات الحكومية الإلكترونية، فيستغرب مواطن في أحد لقاءات البرنامج من تأخر تسلم جواز سفره بعد مراجعة “الجوازات”، والآن بات يصله إلى المنزل، وآخرٌ يشتكي من مراجعة جهة أكثر من مرة ولم ينل مطلبه، بينما في الوقت الراهن وهو إلى جانب أسرته يحصل على ما يريد بلمسة إلكترونية.. هو التطور الذي نعيشه في كل المجالات.
هيئة الإذاعة والتلفزيون أعادت بث البرنامج الأشهر والأكثر شعبية “مع الناس”، لكن ليس على سبيل الذكرى مع المذيع الراحل، بل بتجديده فأخذت الاسم والهوية وحتى الموسيقى التصويرية، وكيَّفت المحتوى مع المتغيرات والمستجدات في وقتنا الراهن، وخرجت بالبرنامج مع المذيع حامد دخيل الذي تصدى للمهمة الصعبة، وفريق البرنامج عرف كيف يحوّله إلى المجتمع، وهذه المرة من خلال الاعتماد على التقنيات الحديثة والمتغيرات.
فكرة إعادة البرامج الشهيرة بصبغة جديدة مع المحافظة على الهوية تبقى مخاطرة تكمن في تقبل المشاهدين لها، لا سيما من شاهدها في النسخة السابقة فيبدأ بالمقارنة، ولنا في تجربة برنامج حروف مع المذيع الراحل ماجد الشبل خير مثال، حين لم ينجح من وجهة نظري المذيع “سيلفر” بعد إعادة البرنامج دون مراعاة التطور.
هناك الكثير من البرامج الشهيرة سابقًا التي توقفت إما لرحيل المذيع أو ضعف الإنتاج أو مشكلات أخرى، لكنها حققت نجاحًا لافتًا حينها، من هنا ما المانع من عودتها مع المحافظة على هويتها وتغيير المحتوى بما يتناسب مع المستجدات التي طرأت حينها ستكون لدينا نسخ جديدة بصيغة قديمة.. والسينما ليست بعيدة عن ذلك، فالكثير من الأفلام يتقدمها جيمس بوند الذي عرض 27 نسخة، بسبعة أبطال ولا يزال متسيدًا كون صنّاعه راعوا التطور والمتغيرات.