حتى «جيمس بوند»
طالته موجة التغيير
استعدت الجماهير في فترة ماضية ليست بالقصيرة لوداع الممثل دانيال كريج بشخصية “جيمس بوند”، هذا الانتظار كان من المفترض أن يكون منتهيًا في العام الماضي لكن ظروف جائحة كورونا جعلت للمنتجين رأيًا آخر في تاريخ الإصدار. وعلى الرغم من عودة السينما بالفعل ولفترة طويلة إلا أن التخوف حال دون اعتماد عودة الفيلم في تواريخ كثيرة ماضية، لكن الانتظار انتهى في الأسبوع الماضي ولحظة الوداع قد حانت.
فيلم “لا وقت للموت” هو أحد تلك الأفلام العظيمة في تجاربها، لكن ما إن تنتهي حتى تشعر نوعًا ما بأن الرحلة لم تكن كما كان متوقعًا أبدًا.
الفيلم يبدأ بداية قوية، وبالتزامن مع طول الانتظار للمشاهدين فإن تلك البداية ستبدو أقوى عما هي عليه فعليًا، وهذا أمر ذهني متوقع لدى الكثير من المشاهدين، بعد ذلك ينتصف الفيلم وأنت تجد نفسك تطل على شاشة جوالك لرؤية الرسائل والتنبيهات، وهذه ما هي إلا إشارة واضحة بأن الفيلم ممل في منتصفه، ودون وعي أصبحت تتفقد من حولك عن أي ملهيات بينما الحوارات “تمشي”.
لكن النهاية كانت وداعية عظيمة وعاطفية لشخصية استمرت معنا فترة طويلة وسنين عدة. الممثل دانيال قدم خلال هذه الفترة وهذا الفيلم بالتحديد تجربة ممتازة خلطت بين “بريستيج” الشخصية الرسمية، وخفة دم الشخصية الساخرة الساحرة، وكذلك مزيج أخير بين الحزن ورفض الدموع.. وداع بوند يجب أن يكون شامخًا، وهو ما حدث بالفعل.
لكن الأمر الأخير وهو المزعج بقوة “تسييس السلسلة”. في هذا الفيلم رأينا جيمس بوند آخر، امرأة وليست فقط امرأة بل ذات بشرة سوداء، وليس ذلك فقط بل يجب أن يكون بوند منجذبًا لها وذلك لأجل توفير كل الإيحاءات التي تدعو للمساواة وحداثة السينما فكريًا.
برأيي يجب أن تبقى الشخصيات التاريخية كما هي، فحينما نرغب بالمساواة من المعيب أن نصنع “المرأة الخارقة” بديلًا للرجل الخارق. والصحيح أن تكون هناك شخصية نسائية مختلفة ومتفردة بذاتها كفيلم وشخصية “المرأة الأعجوبة” على سبيل المثال.
بوند لطالما كان مزيجا ما بين الرجل الأنيق، والساحر لدى النساء، وقوي البنية الجسمية، وصاحب السيارات الفاخرة. بهذه المعايير خلقت شخصية بوند وعليها يجب أن تنتهي.