نيوكاسل..
نادي الشعب
منذ أن تأسس نادي الاتحاد في منتصف العشرينيات الميلادية من القرن الماضي ـ إن صحّت رواية المؤرخين ـ تعرّف وقتها السعوديون على معنى الولاء للأندية، ونال العميد ما نال من تفرّد بالعشق، لم يشاركه “ضر” ولم ينقسم العشاق حوله فلم يكن أمامهم خيار.
دخل الوحدة والشباب والأهلي والنصر والهلال على خط العشاق فأصبحت المائدة الكروية منوعة، والاختيار لم يعد إجباريًا، وانتهى زمن “ما الحب إلا للحبيب الأول”.
قالوا قديمًا: “من يحب لا يكره” ولكن قائلها سعى لتعبئة فراغ عاطفي، فكرة القدم مع اختلاف الميول أفرزت التعصب والكراهية حتى سبقت العشق في بعض الأحيان، وذهب الكثير منهم باللعبة الشعبية إلى ميادين بعيدة عن جمالياتها.
منذ ذلك الحين إلى الآن لم يخرج نادٍ يوحّد الميول أو يتفق عليه العشاق، وتبدو المعادلة مستحيلة الحل حتى لو أفنى فيثاغورس كل حياته في حلها لخرج من دون أن يذكره التاريخ.
وعندما تنصهر الألوان لتشكل الأخضر يخرج من ينتقده كونه لم يضم لاعبًا من ناديه المفضل، أو ضم لاعبين كثر من ناديهم، هذا واقنعا للأسف.. والقارة العجوز لم تسلم منهم، فنقلوا صراعهم هناك.
بالمختصر، لم يأتِ فريق يجعل السعوديين يصطفون خلفه لحين تم الإعلان أمس عن استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على نادي نيوكاسل الإنجليزي.. هنا جاء حل أصعب المعادلات.
في اعتقادي أن ما عجزت عنه الكرة السعودية في سنوات طويلة لتوحيد العشق الكروي سيتحقق مع نيوكاسل، نعم صفقة كبيرة أسعدتنا كسعوديين لتكشف لنا مدى الخطوات الكبيرة التي يقوم عليها الصندوق في مجالات عدة منها الرياضة.
وصلني بيان التعاقد الرسمي من الصندوق على البريد الإلكتروني، وبعد الانتهاء من الصيغة الرسمية ذيّل البيان بنبذة مبسطة عن صندوق الاستثمارات العامة، شدتني كثيرًا، وأتمنى مشاركة القرَّاء في جزء منها.
النبذة
“يعد صندوق الاستثمارات العامة أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم وأكثرها تأثيرًا، ويقوم بدورٍ رائدٍ في دفع عجلة التحول الاقتصادي السعودي وتنويعه، كما يسهم في تشكيل ملامح مستقبل الاقتصاد العالمي. ويعمل على بناء محفظة متنوعة عبر دخوله في فرص استثمارية جذابة وطويلة المدى في قطاعات ريادية مختلفة داخل السعودية وعلى الصعيد العالمي. وتهدف استراتيجية الصندوق بحسب برنامج صندوق الاستثمارات العامة 2021ـ2025 إلى تمكين العديد من القطاعات الواعدة والمساهمة في زيادة المحتوى المحلي عبر إيجاد شراكات مع القطاع الخاص، كما يعمل على نقل التقنيات وتوطين المعرفة لبناء اقتصاد مزدهر ومستدام في السعودية. وبصفته الذراع الاستثماري للسعودية فقد عمل الصندوق على الدخول في استثمارات مميزة وبناء تحالفات وشراكات استراتيجية مع العديد من المؤسسات والجهات العالمية المرموقة، مما يسهم في تحقيق قيمة حقيقية طويلة المدى للسعودية تنسجم مع أهداف رؤية 2030”.
من يقرأ هذه النبذة يدرك العمل الكبير الذي تقوم به قيادتنا الرشيدة لجعل الوطن الغالي في مصاف دول العالم المتقدمة على كافة الأصعدة.. وهو ما يتحقق الآن.