لصحافيي الموسم:
ابحثوا عن خفايا القصص
“الناس ما لها إلا الظاهر”. مقولةٌ شعبية، درجت بين أفراد المجتمع السعودي، وأطلقها “الأوَّلين”، والمغزى منها أن التركيز دائمًا ما يكون على ما تقع عليه العين، وتبقى بواطن الأمور بعيدة عن مرمى المشاهدة..
الإعلام له دورٌ كبيرٌ في تغطية الأحداث ونقلها للمتابعين عبر منصاته المختلفة، فالصورة العامة تقديمُ “الظاهر” لهم، المتاحُ لجميع المتنافسين من أبناء “مهنة المتاعب”، لكن الكثير يتجاهل تسليط الضوء على القصص الصغيرة داخل القصة الكبيرة، التي هي في مرمى أعين الصحافيين فقط..
انطلاقة موسم الرياض أبهرت كل عاشق للسعادة، ومحبٍّ للإنجاز، فكانت المسيرة حدثًا استثنائيًّا وتاريخيًّا، تلاها مهرجان هنا، وفعالية هناك. الرياض تتحوَّل إلى كرنفال عنوانه البهجة والفرح، فكل الشكر لكل مَن جعل عاصمتنا الحبيبة وجهةً سياحيةً بتقديم عمل احترافي متقن عانق العالمية بحرارة..
ما شهدناه عبر وسائل الإعلام المختلفة كان ظاهرًا، وتفنَّنت بتقديمه في أطباق مختلفة، لكنه يظل وجبةً دسمةً، في الوقت الذي غاب عن الكثير من المنتمين إليه التركيز على القصص “الخفية” غير المتاحة للمشاهدين إلا من خلال مرصد الصحافي في الميدان..
تألق الكثير من الزملاء والزميلات الصحافيين والصحافيات في تغطية فعاليات موسم الرياض، لكن أتمنى مستقبلًا التركيز على صغائر القصص التي تكبر في أعين المشاهدين..
جدٌّ وأحفاده يلعبون في مهرجان الألعاب الإلكترونية، وسياحٌ أجانب قطعوا مسافات طويلة للوصول إلى الرياض من أجل حضور موسمها الثاني، وزوجان يدخلان في رهان كبير في الرماية عبر مهرجان “كومبات فيلد”، وقصصٌ عدة استمتعت بمشاهدتها من بعض مَن يملكون “الحس الصحافي” من أهل المهنة، ولا يكتفون بالوجبة الدسمة المتاحة للجميع..
قناة sbc السعودية نجحت في تقديم هذا النوع من القصص من خلال برامجها الصباحية والمسائية، وتشكيل فريق ميداني، قدَّم موادَّ رائعة، وأيضًا لا أنسى ما يقدمه الثلاثي الميداني في “إم بي سي” خلف الخلف، ومحمد المشاري، ونرجس العوامي في تغطيتهم الميدانية، وزملاء آخرون لا يتسع المجال لذكرهم جميعًا..
مقولة “الناس ليس لها إلا الظاهر”، قد تنفع في أمور عدة، ما عدا أهل الصحافة، فهنا الناس يبحثون عن “البواطن” منكم، وتجذبهم القصص الخفية داخل القصة الكبيرة، فقدِّموا لهم ما يروي شغفهم، واسعوا إلى تنمية حسِّكم الصحافي بالبحث عن التميز.