توم هانكس يعيد تجربة الوحدة في «Finch»
في عام 2000 حينما كان توم هانكس وحيدًا في جزيرة يرغب بأي كان ليرد عليه ويخاطبه، كان الأمر محزنًا للغاية من حيث القصة، وعظيمًا ورائعًا للغاية من حيث التنفيذ والأداء للممثل نفسه.
الآن وبعد مرور ما يقارب الواحد والعشرين سنة يعيد توم هانكس ذكريات فيلمه الماضي “منبوذ/ Cast Away”. هذه الإعادة تكون في ذات الأمر “توم هانكس وحيد” مع اختلاف في طريقة التطبيق لهذه الوحدة والمشاعر الحزينة. ولا يتوقف الأمر على ذلك فقط. بل إن الممثل اليوم كبير بالسن بالواقع والعمل. وبالتالي وحدانيته برأيي كانت أكثر حزنًا. لكن الوحدانية ليست كافية لتفوق توم هانكس على نفسه بفيلمه الماضي.
في الفيلم الجديد “Finch” تسعى منصة آبل تي في بلص أن تعيد الذكريات للمشاهدين. تلك الذكريات التي يسعى توم هانكس فيها لأن يصنع روبوت ليرد له الصوت ويعتني بالكلب الخاص فيه. هؤلاء الثلاثة “الرجل الكبير، والكلب، وكذلك الروبوت” يرتحلون سويًا من أجل الوصول لبر الأمان في رحلة محفوفة بالمخاطر، بعد أن عم الخراب على أجزاء كبيرة من العالم أدت إلى موت الكثير جدًّا من البشرية، حيث أصبحت في مرحلة الانقراض.
المثير في منصة آبل تي في بلص منذ أن بدأت وحتى يومنا هذا هو أنها تهتم بالكيف أكثر من الكم. وبالتالي فإنها لا تنافس على سبيل المثال منصة نيتفلكس حينما يتعلق الأمر بغزارة الإنتاجات الشهرية للعام ذاته، ولكنها بالمقابل تسعى لأن تكون أفلامها ومسلسلات ذات وقع ثقيل سواء كان على صعيد الدراما أو الكوميديا أو أي تصنيف آخر. وآمل أن تبقى منصة آبل على ذات الخطة، لأنها بالفعل أبلت بلاءً حسنًا حتى هذه اللحظة في أفلامها ومسلسلاتها “القليلة والممتازة في ذات الوقت”.
بالعودة إلى فيلم Finch نقول إن هذا العمل وتحديدًا في الوهلة الأولى بسبع وعشرين دقيقة كان يميل إلى الملل للأسف. ولكن بعد حدث معين يحصل في الدقيقة الثامنة والعشرين يصبح الفيلم أكثر إثارة للاهتمام لدى المشاهدين أو على الأقل بالنسبة لي.
هذا الفيلم لم يكن بذات التأثير أو الوقع كفيلم “المنبوذ” الكلاسيكي ولكنه بكل تأكيد كان رحلة ممتعة لرجل كبير وحيد ومريض يصارع من أجل غاية سامية، وكلب رائع فيما إذا أتينا إلى الأداء التمثيلي الخاص بالحيوانات، والتي أصبحت اليوم جزءًا مهمًا في كثير من المشاهد. أخيرًا تلك الشخصية الثالثة، الروبوت الذي يحمل الذكاء الصناعي ويبدأ باستكشاف ليس فقط الحياة بل معنى أن تكون إنسانًا.
فينش.. رحلة ممتعة وأحد الأفلام التي ستذكر في نهاية هذا العام.