لاعبون في الموسم ولاعبون في تاريخهم
يرحل لاعب كرة القدم عن الملاعب فيتبقى منه “الاسم” ويذهب “الفعل”، فعمره في وظيفته قصير قياسًا بسن التقاعد في الوظائف الأخرى، والأمر الأصعب من قرار الاعتزال بالنسبة للاعبين هو التفكير فيما بعده.
الكثير من اللاعبين أدمن العشب فلا يستطيع مغادرته بعد بلوغ سن التقاعد الكروي، ويبحث العودة إلى المجال ذاته كمن يتقاعد من عمله لكنه يعود بعقد جديد في الجهة ذاتها فلا يعرف غير مهنته.
هؤلاء اللاعبون الرافضون مغادرة الملاعب حتى “النقالة” لا تستطيع زحزحة فكرهم وتغييره سرعان ما يتعرضون إلى إخفاقات في عملهم الجديد وتكون النتيجة الإقصاء تارة والإقالة تارة أخرى، فيغادرون المشهد الرياضي مرددين “الكورة ما توكل عيش”.
في الزمن الراهن، تبدل الفكر القديم وأصبح للاعب كرة القدم امتدادات خارج محيطها، ولا ينتظرون وقت الاعتزال لتدشين عملهم الجديد، بل وهم على رأس دائرة الملعب.
نواف التمياط يقدم تجربة استثنائية في عالم الاستثمار من خلال مشروع ترفيهي أطلق عليه NEXT LEVEL لاقى استحسان زوار منطقة البوليفارد، التي تأتي ضمن فعاليات موسم الرياض، وهو نتاج شركته NBTSE وعمل على تأسيسها بفكر احترافي وممنهج منذ زمن بعيد.
هتان باهبري وعبد الله الخيبري يتنافسان بشدة في لقاءات الشباب والنصر، لكنهما يتصافحان في المقهى الخاص بهما “كالينتي لاونج”، الذي يقدم الأكل بالطريقة اللاتينية، وليكونا شراكة مثالية. ويسجل مشروعهما أرقامًا قياسية.
نواف وهتان والخيبري يمثلون عصارة التخطيط السليم والامتداد الصحيح للاعب كرة القدم، ممن يسهمون في تنمية وطنهم من خلال مجالات أخرى بعيدًا عن حقلهم الذي عرفهم الجمهور من خلاله..
في المقابل، أرأف بحال لاعبين آخرين، تفرغوا بعد الاعتزال لتفاهات “السوشال ميديا”، وظهروا بشكل مخجل، رغبة منهم في البقاء في الأضواء، لكن ضوء كاميرات النقل لا تقارن بالجوال، وفي أحد البرامج التلفزيونية يستقطب القائمون عليه لاعبًا دوليًّا معروفًا ليتحدث عن ماذا علمته الدنيا وينقل التجربة للمشاهدين والمشاهدات، وعندما تتبعه بعد الاعتزال تجد أن الدنيا علمتك بأنه شخص تافه.
على اللاعبين أن يخططوا لمرحلة ما بعد الاعتزال وينفذوها، وأرجلهم على العشب الأخضر، ولا يركنون لما بعد ذلك بحجة التفرغ للعبة والتركيز، فلا رابط بين الأمرين، وإلا لما نجح الكثير من اللاعبين في الاستثمار، المجال أمامهم خصب، فبلادنا تعيش تنمية مزدهرة، لذا عليهم أن يستثمروا الفرصة ويلعبوا بعيدًا عن ميدانهم ويسجلوا أهدافًا حقيقية بدلاً من اللعب بتاريخهم بخروجهم المخجل في منصات التواصل.