الزعيم المحترم.. سيد آسيا
يبقى الزعيم الهلالي هو الزعيم.
شئت أم أبيت. رضيت أم زعلت. فريق مهما زدت أو زايدت عليه. انقصت من حقه أو انصفته. تحترمه.
ليس فقط لتاريخه الممتلئ بالألقاب.
ليس لسلسلة سيطرته في قلب المنافسة والألقاب “أكثر من 30 سنة”.
ليس لتعاقب أجيال نجومه في سلسلة متصلة طوال تلك السنوات.
ليس لمنظومته الإدارية المتتالية “أفضل مؤسسة رياضية” سعودية/ خليجية، على الإطلاق.
بل لأنه يملك ثقافة تخصه ولا تشبه ما لدى غيره.
ثقافة زرقاء في صورة نمطية متفردة: هوية البطل التي يؤسسها ويورثها لنسل لاعبيه جيلًا بعد جيل.
هوية رجاله الشرفيين. أو القائمين عليه، في تقديم مصلحته. استقراره. تماسكه. كل ذلك على حسابهم ماديًا وأدبيًا. مستقدمين له أفضل مايحتاجه، وأكثر.
هوية الولاء.. بين رؤساء أو لاعبيه السابقين والنادي. لا ضغينة. لا تكتلات. لا أحد فوق الكيان.
هوية الفرصة.. كيف ما تهيأت. مرجلة. حظ. بأي صورة كانت. هو لها انقضاضًا عليها.
هوية جمهوره. وجماهيريته.. تتزايد. وفي كل ملعب تتواجد. حضورًا ودعمًا وتأثيرًا.
اقتنعت أو لم تقتنع بكل هذا المكونات. دع من في ناديك المفضل يفعلوا مثلها.
* أما قبل
الثواني الأولى من بدء النهائي. كانت كافية وكفيلة وهي تنبؤك مع حضور ذلك الجمهور كقوة زرقاء تحيط بكوكبة النجوم في الملعب، أثناء إحراز الشاب المتألق صعودًا، ناصر الدوسري. إن النهاية زرقاء حتمًا. مهما قاوم منافسه الكوري بوهانج. الثقافة. الهوية الهلالية طغت، وما عليك إلا أن تستسلم لأمواجه. المفرج يلمع. والمعيوف خلفه كعادته سد. وهناك الفرج وسالم يصنعون المد. وذاك البريك وكنو وبريرا وقوميز وماريجا نجم المباراة، أين المفر أيها الند؟
لذا مبروك للزعيم والزعماء. المجد الآسيوي الثامن. كسيد تعدد وتنوع مسميات الألقاب القارية. وأكثرها، حتى لو ناكفناه في بعضها. لكنه غزل نسيجها طوال أكثر من ثلاثين عامًا. بلا كلل أو ملل حتى أن استعصت عليه مرات. لا ييأس. لا يُحبط . لا يُكسر بسهولة مثل غيره. هيبة.
* أما بعد
ختاما. خلني أكون أكثر وضوحًا: تقول لي، نادي الحكومة. تقول لي، نادي حكام. تقول لي، نادي مدعوم. تقول لي نادي محظوظ. أو دعنا نقول معًا، ما نشاء من هذا المعيار.
لكن يبقى الهلال أيقونة سعودية/ خليجية/ عربية/ آسيوية ككيان رياضي أو فريق كروي. تستحق الاحترام. اختلفنا أو اتفقنا حوله.