«عيال اللذينا»..
دفعت أنديتنا الثمين من مالها والكثير من جهدها وصبرها. في ما يشبه الاستنزاف من الكتلة العاطفية الضاغطة من جماهيرها.. المنحازة دومًا للاعبين. شروطهم. مطامعهم. متطلباتهم الفائضة. دلالهم السامج. خاصة أولئك اللاعبين من نوعية الخمسة نجوم، أو حتى نجمة واحدة.
تحديدًا في قضايا الإخلاص للعقد المجزئ بين الطرفين. باللعب بأفضل المستويات والانضباطي.. طوال سريان ذلك العقد.
أما أسوأ قضايا الاستغلال والاستنزاف التي تتعرض لها إدارات أنديتنا، عند الرغبة في تجديد عقود اللاعبين، من ذلك العيار الذي يستند على كتلة محبة الجمهور له.
لقد أدرك أولئك النجوم قوة ذخيرة سلاح المدرج.
فتسارع “عيال اللذين امنوا” منهم.. بأخذ عاطفة المدرج ساترًا.. لقذف إدارات الأندية في مقتل. بمنتهى الذكاء واللؤم معًا. لذا سقط بعضهم سريعًا. صريعًا.
وبعضهم قاوم مترنحًا يدفع ثمن “الفدية” بتقديم رأس مدرب. أو غيره من من عناصر الفريق أو الإدارة. لصد التيار العاطفي الجارف. وإرضاء النجم المتغطرس!
بالأمس نستذكر نجومًا اعتقدوا أنهم أقوى من الكيانات.. واليوم لدينا نماذج ماثلة في قصص مثل.. حمد الله مع النصر. سعود عبد الحميد مع الاتحاد. السومة مع الأهلي.
الأول.. بعد دلال مفرط وحضوه جماهيرية طاغية حققها بعد موسم استثنائي له ولفريقه مع العالمي، ضاعف بعده عقده مرتين. وضاعف معه أيضًا تعاليه وعبثيته وتقاعسه معه. رغم إمكانياته العالية. تم بترة. على يد الإدارة في قرار جريء، على طريقة: تخلص من الطرف المسموم. قبل أن يُسمم باقي الجسد.
الثاني.. رغم أسنانه اللبنية في النجومية. تولى وكيلة نيابة عنه غرس أنيابه في ذراع عميد الأندية التي احتضنته وقدمته. في أبشع صور قلة المعروف والاحترام للكيان. مفاوضة ثم اتفاق ثم مماطلة مستفزة. في حزم رئيس النادي كل ذلك العبث، وفتح له باب النادي للمغادرة.
الثالث.. نجم تاريخي أحدث نقلة تاريخية بطولية للملكي. ثم تفرد لأمجاده الشخصية بمنتهى الأنانية الاستنزافية لسنوات. فبات غصة فيحلق الفريق وعشاقك الذين يطالبون بمغادرته عاجلًا.
جميع الحالات الثلاث السابقة. وفي تحول إيجابي ملفت. وقف منسوب الوعي لدي الجمهور عاليًا لدى الغالبية، خلف مصلحة الكيان ممثلًا في موقف الإدارات. نسأل الله فيه ازدياده. ونحث عليه ونشجعه. أمام نجوم تنهب الخزائن. وترا نفسها.. لا النادي أولًا.