تك، تك... بوم
في مقالة هذا الأسبوع أرغب في الحديث عن فيلم “تك، تك... بوم” وتعاون الممثل أندرو جارفيلد مع منصة نيتفلكس والمخرج لين مانويل ميراند، الرجل الذي عرف بالأعمال الموسيقية المسرحية.
من خلال هذا الفيلم نلتمس معاناة الإنسان حينما يصب اهتمامه تجاه تخصص معين أو هواية محبذة ويحاول أن يصنع منها النجاح مهما كان. هذه الرغبة القوية لدى الإنسان قد لا تتم بسرعة، وقد تتم ولكن ليس بالوقت المطلوب، بل إنها في كثير من المواقف الحزينة قد لا تتم من الأساس.
كم من إنسان ولد بعدد من الطموحات أو المواهب غير المستغلة وللأسف لم يجد الفرصة في النجاح فيها، وكم من شخص وجد هوايته أو موهبته ولكنه لم يلبث طويلًا حتى وجد نفسه قد كبر وتركها دون استثمار.
في هذا العمل نتعرف على قصة محزنة، لشخصية حقيقية، تفاصيل هذه القصة حصلت في التسعينيات، حيث نتعرف في هذا الفيلم على “جوناثان لارسون” الملحن والكاتب المسرحي الذي ناضل كثيرًا ليكتب مسرحية موسيقية تحمل عنوان “رينت”. هذه المسرحية التي تعتبر من أعظم المسرحيات الموسيقية التي غيرت مفاهيم الصناعة بشكل كبير. هذه المسرحية التي استمرت بالعرض لما يزيد على الـ12 سنة في أمريكا. وكذلك هذه المسرحية التي قبل انفجار نجاحها بيوم واحد فقط ينفجر شريان مؤلفها جوناثان ويتوفى في ظروف حزينة.
هذا الفيلم يتناول أحداث وحياة هذا الرجل، وكيف أنه عانى بشكل كبير إلى أن وصل لكتابة هذه المسرحية. هذا العمل كان دسمًا في طريقة سرده للأحداث بحيث إنه كان يتناول قصة الكاتب وكذلك قصة نجاح المسرحية وهذا الأمر يتم عن طريق سرد الكاتب للقصة وغنائه لأحداثها.
وبطبيعة الحال هذا الفيلم لا يصلح إطلاقًا لمن لا تستهويهم الأفلام الموسيقية في بعض أحداثها. وبالتالي فإننا حينما نقيم الفيلم الموسيقي لابد لنا أيضًا أن نتحدث عن مدى جودة هذه الأغاني الظاهرة فيه، والتي أجد أنها كانت على مستوى أعلى من المتوسط في كلماتها وألحانها وطريقة أداء الممثلين فيها. ولكن بشكل عام فيما إذا أتيت لمقارنة هذا العمل بالأعمال الموسيقية الأخرى فلا أعتقد أنه سيكون أفضل من الفيلم العظيم “لا لا لاند” على سبيل المثال. ولكنه رغم ذلك كان فيلمًا مميزًا، بأحداثه، وبأداء أندرو فيه، وبأغانيه، وبنهايته الحزينة.
بدأ هذا الفيلم بتصريح أن القصة حزينة، والواقع أننا هنا لا نبحث عن النهاية، بل نبحث عن التفاصيل، تلك التفاصيل التي تقول إن الإنسان إذا ما آمن بالنجاح وعمل واجتهد فإنه بكل تأكيد سيصل لمراده، ولو بعد حين.