السعودية محور الكون
وُضِعَ الشاب السعودي في حقبات زمنية ماضية في قالب “الكسول”، وأن منتهى طموحه وظيفة مكتبية حكومية، وينتظر وصول عقارب الساعة إلى الثانية ظهرًا حتى يغادر سريعًا، وكأن أحد عقاربها سيلدغه لو بقي بعدها..
المفهوم السائد عن الشاب السعودي هو البحث عن الراحة في مجال العمل، وروَّج له كثير من أصحاب الشركات والأجانب لتحقيق مبتغاهم بتوظيف غير السعوديين، قبل أن تصدر أنظمة “السعودة”..
هذا المفهوم تغلغل داخل كثير من الشباب السعوديين، وشكَّل لديهم صورةً بأنهم غير قادرين على العمل الميداني، أو الإبداع الوظيفي، فقالوا زمانًا إن هؤلاء الشباب يبحثون عن كأس اللبن بعد وجبة الغداء، ليخلدوا بعدها في سبات عميق، ويصحوا متجهين إلى الاستراحة حتى أصبح يومهم يشابه الأمس، ويحاكي الغد..
كثير من الشباب السعودي ظلُّوا مستسلمين لتلك المعتقدات، لكن داخلهم صوت يريد أن يصرخ للملأ: نحن قادرون على الإبداع لكن نحتاج إلى الثقة والفرصة..
وجاءت كلمة مهندس التغيير ومحقق طموحات الشباب الأمير محمد بن سلمان، الشهيرة عن شبابنا لتفجِّر طاقاتهم، عندما قال: “همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر إلا إذا انهد هذا الجبل وتساوى بالأرض”..
اليوم.. السعودية بأبنائها تلفت أنظار العالم، وبسواعدهم وثقة القيادة ونظرتها الثاقبة بلغوا بالفعل عنان السماء بالعمل الجاد والمتقن والمجوَّد، وحتى من سبقونا في دول عدة جعلوا منجزات بلادنا نموذجًا..
في السابق كان التفكير في تنفيذ المشاريع يحتاج إلى سنوات، وقد لا يتم، أو يدخل في حيّز التعثر، لكن في زمننا الراهن اختلف الأمر، وعلى سبيل المثال، خلال شهر ديسمبر الجاري فقط أبهرنا سكان المعمورة بالفعاليات، وباتت السعودية محور الكون، ففي جدة أكثر من 300 مليون شخص يتابعون “فورمولا 1”، والجهد الكبير الذي قدمته وزارة الرياضة، فكان حدثًا استثنائيًّا بكل المقاييس ومفخرةً للوطن الغالي..
وفي الرياض مهرجان الإبل بتنظيم من نادي الإبل، يظهر في نسخته السادسة بمشاركة دولية وأنظمة جديدة، فأضحى المهرجان الأول من نوعه في العالم والأقوى، ويرسم صورة مشرِّفة عن الموروث الشعبي، ويُقدم للعالم باحترافية متناهية.
وفي موسم الرياض، أربعة أشهر فقط صنعت أكبر مهرجان ترفيهي في العالم، ودخل موسوعة جينيس، و”تربَّع” على صفحاته، وبعد أيام ينطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة في حضور كبار النجوم العالميين..
ملهم الشباب وقائد رؤيتنا لديه نظرة بعيدة وعميقة حول همة السعوديين وطموحهم، وها هي تُترجم واقعًا، ويبرهنون على صحتها، ويبهرون العالم بعملهم في وطنهم.