2022-01-01 | 22:18 مقالات

خيمة تركي.. وجنيّ عبد المجيد

مشاركة الخبر      

يتسابق الكثير على مصطلح “الأولوية”، وتحقيق السبق، ولولا ذلك لما صرفت وسائل الإعلام رواتب لمنسوبيها، ولأصبحت موسوعة جينيس بلا قيمة، ولاكتفت الخيول بجر العربات، واختفى جمال الإبل، وتراجعت عزيمة الشخص الطموح، واضمحلّت أرباح الشركات، وانتهى مفهوم المنافسة في كل المجالات..
الفرق كبير بين الأولوية والمركز الأول، لكن من يتمكن من جمعهما فقد أمسك المجد به، وتغزل بمنجزه، وكل ذلك لا يكون إلا من نطفة الفكرة.
يقول سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة روتانا في حديثه لـ”الرياضية” إن فكرة حفل رياض تريو الذي شارك فيه 14 فنانًا وأقيم على مسرح محمد عبده ضمن فعاليات موسم الرياض جاء من خلال فكرة بسيطة قدمها المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه أثناء جلسة بسيطة في خيمة منزله وتبلورت في مدة لم تتجاوز 48 ساعة وتحولت في ما بعد لحفل استثنائي، فللمرة الأولى يجتمع 14 فنانًا وفنانة على مسرح واحد ليس في تاريخ الفن السعودي بل في العالم العربي وإن لم يكن أبعد من ذلك، وفي كل وصلة غنائية يخرج ثلاثة يشجون بأغنية أحدهم أمر يحقق السبق الفني أيضًا..
لا يحتاج الحفل الذي نظمته روتانا إلى الإغراق في المديح، فلا يختلف اثنان على أنه أحد أفضل الحفلات الغنائية على الإطلاق في موسم الرياض بل في تاريخ الفن السعودي، وحقق المركز الأول بجدارة، وكل الشكر للقائمين عليه.
وعلى هامش الحفل، لن ينسى الجمهور ممازحة فنان العرب محمد عبده للنجم العائد عبد المجيد عبد الله على خشبة المسرح وطلب منه أن يعود إلى لقاء الجماهير وقال له: “صحتك جيدة وأنت مثل “الجنيّ” قدامي”، قابلها عصفور الفن بالضحك.. طبعًا تلك “الكوميديا” تعكس متانة العلاقة بين عملاقيّ الغناء السعودي.
الكثير من الأفكار تطرح لكن نصطدم بأشخاص محبطين أو كسولين يطفئون شمعة الفكرة قبل أن توقد، فكم من صاحب مقترح واجه في عرضه ما يدور في ذهنه جملة “صاحي أنت؟!”.. وتعني الذهاب به إلى ما بعد المستحيل فتغلق الأبواب ويتحطم الصندوق بأفكاره.
الفكرة وإلى أي مدى بلغ جنونها قابلة للتنفيذ وتحويلها واقعًا إن احتضنتها أيادٍ “تلف بحرير” ولم تواجه أصابع تشير بـ”لا”.. لدينا في وطننا الغالي الكثير من الشباب الطموح ممن يحمل أفكارًا لكنه لا ينطق بها مستصعبًا تطبيقها، لكن بالعزيمة والإصرار ممكن أن تتحقق، وحاليًا نشاهد الكثير من الأفكار “المجنونة” تزيّن عالمنا فلا تستهينون بالأفكار طالما أنها يمكن تحويلها إلى واقع.