2022-01-18 | 20:31 مقالات

دور حياة الفهد.. انتهى

مشاركة الخبر      

لا أحد ضد الاحتراف الكروي إلا اللاعب السعودي الوحيد الذي يساومك باسم ذلك الاحتراف، وهو لا يملك منه سوى: كم تعطيني! طوال فترة عقده لا يعرف الوجه الأخر منه: كم أعطيت الفريق مقابل ما أخذت؟
الأغلبية من اللاعبين المحترفين المحليين تركيزهم على أفضل عقد من المال، ويظل يساوم النادي على ذلك في الانتقال أو التجديد، إما مستندًا على رغبة النادي في خدماته، أو على مكانته الجماهيرية، ويصبح الاتفاق بين الطرفين أشبه بالولادة من الخاصرة!
إلى هنا.. نحن في مسار تفاوضي أو تعاقدي صحي احترافيًا، وعندما يتم تنفيذ متطلباته، يبدأ اللاعب المحلي المحترف في فقدان ذاكرته! ولا يستعيدها إلا إذا جاء وقت التجديد، بعد سنوات لم يقدم مقابل ما حصل عليه من النادي وجماهيره من مقابل مادي وتحفيز وتقدير.
الكثير منا وهو يقرأ هذه السطور، بكل تأكيد يمر أمامه العديد من تلك الأسماء التي أجزل لها ناديه المفضل المال والحظوة، رغم أنه طوال فترة عقده كان ظهوره الفني متفاوتًا وليس تصاعديًا أو ثابتًا، غير منضبط في التمارين، منفلت في سهره ونومه وأكله، فعل كل ذلك بعد أن ضمن ما تم إيداعه في حسابه، وإن تم خصم مبلغ ما منه لأي مخالفة تعاقدية، عاش لك دور حياة الفهد في النادي والمباريات.
أما إذا تأخرت مرتباته، أو جاءت نهاية عقده، تذكر أنه لاعب محترف، عندها تحمل جروح وطعنات ذلك السلاح الذي يبارزك به كنادٍ، خاصة إذا وقعت الإدارة بين كماشتي الضغط الجماهيري والإعلامي.
الحراك المحلي في سوق الانتقالات الشتوية أسقط الكثير من الغشاوة من على أعين الجماهير التي كانت تجتاح بعاطفتها الخط الفاصل بين أولوية الكيانات على النجوم البالغة الدلال والوفاء ثم باعت كل شيء بدم احترافي بارد.
في المقابل، قدم عدد من المحترفين غير السعوديين صورة احترافية حقيقية في الإخلاص والوفاء لعقودهم مع النادي، من خلال مستويات فنية مؤثرة وثابتة انعكست على نتائج الفريق، التزامًا وانضباطًا، وباتوا الرقم الصعب والأهم في المعادلة التنافسية للأندية.
لذا مبروك للكرة السعودية وأنديتها ومنافساتها قرار زيادة عدد المحترفين إلى 8 لاعبين، تثبيتًا لأثرهم الإيجابي، وكفاية الأندية شر محترفين محليين، لا يعرفون سوى كم وكم يأخذون.. إلا القليل منهم.