اللاعب
قبل الطريقة
الطريقة أم اللاعب، أيهما أهم؟ وهل من الأفضل أن يختار المدرب الطريقة، من ثم يختار اللاعبين للتطبيق؟ أم أن اللاعبين هم مَن يحددون، ويفرضون طريقة اللعب، وأسلوب التطبيق، وعلى هذا الأساس تنضح عقليات وذكاء المدربين في توظيف عناصر اللعبة، واختيار الأفضل والأقرب للواقع، وإمكانية النجاح؟ قد يستطيع بعض المدربين تطبيق أكثر من طريقة لعب، وأسلوب تنفيذ، وهذا حسب الظروف ومتطلبات المواقف الفنية أثناء اللعب، ولاشكَّ أن هذا الصنف من الأجهزة الفنية قليلٌ جدًّا لأسباب ترتبط بشخصية المدرب وإبداعه ومدى شجاعته وثقته بما يقدم من أفكار تؤثر في اللاعب والمستوى الفني.
من المؤكد أن جميع الأندية والمنتخبات لا يمكن أن تتطور وتصل إلى مراحل متقدمة من المستوى الفني، وتحقق الإنجازات دون تعدُّد الخيارات، ودون وجود الوفرة والعدد الكبير من اللاعبين أصحاب المهارة الفنية واللياقة البدنية العالية في جميع المراكز والخانات، وهذا ما يؤكد أن الصفات الشخصية، والقدرات الخاصة، ونوعية اللاعبين أكثر ما يحدِّد ويوثر في اختيار طريقة اللعب وتغيير الأسلوب.
تواجه ملاعبنا بعض الشح والقصور في مركز قلب الدفاع، والمقصود هنا تلك النوعية الفذَّة التي تعاقبت على تمثيل المنتخبات، وكان لها الأثر الكبير في تسهيل مهمة الأجهزة الفنية، وتطبيق طرق اللعب، ومساندة الفريق، دفاعيًّا وهجوميًّا، وقد اعتادت منتخباتنا على تنفيذ طريقة 4ـ2ـ3ـ1، ومن خلالها تحققت انتصارات وإنجازات كثيرة، من أهمها التأهل إلى كأس العالم 2018 في روسيا.
ولم يحدث أن غيَّر المنتخب الأول طريقة اللعب، أو أسلوب التنفيذ، ولو حاولنا مراجعة الوضع الفني للمنتخب لوجدنا أن جميع مَن يلعب في مركز قلب الدفاع هم على مستوى جيد ومقنع، لكنهم يفتقدون شمولية الأداء المطلوب والضروري في هذا المركز، خاصةً في الارتداد السريع، وقلة الأخطاء، والثبات الانفعالي، ولاشك أن هذا يعدُّ من الثغرات والعيوب الكبيرة التي قد تكلفنا الكثير في المراحل المقبلة من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم.
لا أذهب لتغيير الطريقة بشكل كامل، لكن دائمًا ما تكون هناك أفكارٌ، والمدرب الذكي هو الذي يستبق الأحداث، ويضع كل الحلول، وفي تاريخ الكرة السعودية هناك عديد من المدربين الذين أبدعوا في اختيار اللاعبين، وتحديد طرق اللعب وأسلوب التنفيذ.