لعبة الحبار.. وتنمر الجار
بحسب تقرير لصحيفة “الرياضية” تضمن تصدي 16 شابًا وشابة من السعودية إلى تصميم وتحويل المسلسل الكوري “لعبة الحبار” من الشاشة إلى ساحة البوليفارد، وهو العمل الذي استغرق أسبوعين وأبهر العالم كونه الأول من نوعه.
أبناؤنا عندما مُنحوا الثقة، ووهبوا الفرصة تمسكوا بها، استثمروها جيدًا، ولامسوا الكمال بل تخطوه في مراحل عدة، يتذكر أحد الزملاء المسؤولين في البوليفارد إن هناك شبابًا سعوديين كانوا ينامون وسط “كرفانات” في الموقع ليستثمروا كل ثانية ويدخلوا في صراع دائم مع الوقت قبل حلول ساعة الصفر ونجحوا في مساعيهم..
الشباب السعودي حمل موسم الرياض على ساعده ورسم صورة بليغة للعالم مسحت النمطية السابقة والتي صدّرها البعض بأنهم يبحثون عن المكاتب وترقب ساعة الخروج من العمل، ولا يحبذون الميدان فجاء الرد قاسيًا في موسم الرياض وغيره، فمن الواجب علينا أن ننصفهم ونشيد بهم ونشد من أزرهم، وهي أقل مكافأة نقدمها لهم، ولن ماذا لو خرج شخص وبدأ يسخر منهم ومن انجازاتهم؟! كيف ستكون ردة فعلنا حينها تجاهه؟.. طبعا من المعيب التنمر عليهم والانتقاص من إنجازاتهم وهذا لم يحدث بالطبع..
في الوسط الرياضي يبدو الأمر مختلفًا إلى حد ما، الهلال في بطولة العالم للأندية يخسر بهدف من بطل أوروبا تشيلسي في الدور نصف النهائي، وهي المباراة التي توقعها أشد المتفائلين بخسارته بثلاثية على الأقل، وقبلها يسجل رقمًا قياسيًا بفوزه بسداسية على الجزيرة الإماراتي، وأمامه فرصة للفوز بالمقعد الثالث عالميًا عندما يلاقي الأهلي المصري اليوم ورغم ذلك لا يزال هناك من وضعه داخل دائرة “التنمر”..
وصول الهلال إلى بطولة أندية العالم للمرة الثانية والخروج بمظهر لائق يأتي انعكاسًا لتطورنا في كل المجالات، ويستحق وغيره من المنجزين التخاطب معهم بلغة الإنصاف وليس الإسفاف، وإن لم يعجب بعض أهل الانتقاد والناقمين حصادهم الذهبيّ فليتحلوا بفضة “السكوت”..
أستغرب تعرض الهلال لحملة تهكم غريبة من قبل البعض من المنتمين إعلاميًا لأندية منافسة في مقدمتهم الجار النصر، والسخرية من مشاركته العالمية، ويذكرونني بمقولة “من يعمل مُعرض للخطأ، ومن لا يعمل لا يخطئ”، فشتان ما بين من يكد ويجد ويجتهد ومن يراقب وينتقد وهو “فارغ”..
ولهؤلاء النقاد والمغردين الإعلاميين وغيرهم، ليس مطلوبًا منكم أن تعشقوا الهلال أو تتغنوا بإنجازاته، لكن عودوا أنفسكم على الإنصاف ولو بالصمت، وابتعدوا عن أسلوب التهكم والتنمر التي تجعل منكم أضحوكة، وكما يقول أشقاؤنا المصريون “الشتيمة تلف.. تلف وترجع لصاحبها”.