المسرح السعودي.. وجدوى الاستثمار
يقول الممثل المصري بيومي فؤاد إنه لو كان منتجًا لفكر في الاستثمار في المسرح السعودي، ويرى أنه بيئة جاذبة ومربحة أيضًا، جاء ذلك خلال حديثه عبر “الرياضية”، وهو الممثل الأكثر وقوفًا على خشبة مسارح موسم الرياض، بواقع ثلاث مرات، وشاهد التفاعل الكبير والإقبال الواسع من قبل الزوار، وقبل ذلك كلمة “سولد آوت” التي تسبق العرض..
سؤال يتردد كثيرًا، ماذا سيحل بمسرحيّ محمد العلي وبكر الشدي في حال انتهى موسم الرياض؟.. وهل سيتمكن المتعهدون ومنتجو المسرحيات من استثمار أموالهم فيه؟.. والسؤال الأهم.. هل هو بيئة جاذبة لمن يرغب في تنويع سلته الاقتصادية بالدخول في الاستثمار المسرحيّ؟..
الإجابات على تلك الأسئلة لا تحتاج إلى تحويلها لمسؤولين أو مختصين، فالواقع يفرض سطوته بأن موسم الرياض برهن أن القوة الشرائية لدى الزوار من المواطنين والمقيمين والسيّاح من الخارج، والتلهف للترفيه..
عند رفع الهيئة العامة للترفيه يدها عن المسارح وتغادر بموسمها الأضخم والأكبر عالميًا وتبقى على الإشراف فقط والتشريع، يكون الرهان على متعهديّ المسارح.. يقول النجم الكويتي طارق العلي في حديث سابق إنه يفكر في العودة إلى الرياض من جديد، ولكن من دون موسم ليستثمر في المسرح.. فهو شاهد خلال عرض مسرحيته “فرحان نسيب زعلان” أن أكثر من 1200 شخص ملؤوا مقاعد مسرح بكر الشدي في العرض الواحد، وهنا يبدأ ضرب الأخماس بالأسداس، وتتحدث لغة المال نيابة عن التمثيل..
زرت المسرحين، أكثر من مرة، وقدمت الهيئة العامة للترفيه والشركة المنفذة “صلة” جهدًا كبيرًا من أجل توفير الإمكانات كافة، وتهيئتهما ليكونا في أفضل حال، وبالفعل أصبح كذلك بشهادة كل من وقف على خشبتيهما من النجوم، لذا أعتقد بأنه حان الوقت ليكون لدينا مسرح غير مرتبط بموسم.. فمسرح الزعيم للنجم عادل إمام ظل يعرض مسرحياته طيلة العام لمدة تفوق الأربعين عامًا قبل أن يتوقف لظروفه الخاصة، وكذلك مسرح الراحل سمير غانم، ومسرح طارق العلي، والبلام، وغيرهم من النجوم، فعروضهم غير مرتبطة بوقت محدد، بل على مدار العام..
في اعتقادي أن الفرصة متاحة أمام رجال الأعمال السعوديين للدخول في مجال الاستثمار المسرحيّ، ولا يلزم إجراء دراسة جدوى اقتصادية على المشروع، فنسبة الحضور للمسرحيات وصلت إلى حد الاكتفاء، ولجأ البحث إلى الواسطة من أجل الحصول على تذاكر للدخول.