خلايا
نائمة
“يحق للهلال مالا يحق لغيره” مقولة رددها الرياضيون كثيرًا سابقًا ولا زالوا، فهل تلك العبارة صائبة أم أنها مجرد افتراء وتجنٍ على النادي الأزرق، وهل الأحداث الكروية التي تظهر بين الفينة والأخرى ويكون الهلال طرفًا فيها لها دور في ذلك، ولماذا يُجمع النصراوي والاتحادي والأهلاوي والتعاوني وغيرهم من جمهور الأندية على ذلك، وهل يشعر الوسط الرياضي بعدم العدالة.
الواقع أن ذلك الأمر لم يكن وليد الحقبة الحالية، بل هو متجذر منذ سنوات سواء في المكاتب أو الملاعب، حتى أصبح الأمر وللأسف متوارثًا، فالسلف يقدم الراية للخلف، وهكذا حتى أصبحت الصبغة الرياضية زرقاء فاقع لونها، حتى مفاصل الرياضة تعيش هذا الواقع وتغريدات المسؤولين الذين يتبوؤن المناصب المسيئة لأندية أخرى تؤكد ذلك الوضع سواء كبارًا أم صغارًا، وهنا نسأل كيف نتوقع أن تطبخ وتصدر القرارات وهناك من يعرف خلفية هؤلاء وميولهم المكشوفة، قد يسأل أحدهم ومن أين نأتي بآخرين والوسط الرياضي يعج بمثل تلك النوعية؟ ولا شك أنه سؤال بمثابة عذر أقبح من فعل، فليس المطلوب انتقاء هؤلاء من ميول واحدة وليس عدلًا أن يتولى هؤلاء دفة القيادة في اللجان، وتبعد الكفاءات الأخرى عن المشهد الرياضي، فالخبرات ليست محصورة بنادٍ واحد.
التشبيه المجازي بوجود “خلايا نائمة” في المشهد الرياضي أصبح حقيقة ثابتة ويتطلب إعادة النظر في الاختيارات والمحسوبية التي تطغى عليها ميول النادي الواحد كشرط أساسي أو لمجرد ظهور أحدهم في وسيلة إعلامية متوافقًا مع نفس الميول أو متعاطفًا معه لمصالح مشتركة، وهو واقع نشهده بكل مرارة في لجان كرة القدم وغيرها، حتى فقدنا كثيرًا من الكوادر في عدة تخصصات نتيجة إبعادهم عن المشهد لمجرد تعارضها مع ميول المسؤول، ولست هنا بصدد كشف ميول العاملين في رياضة كرة القدم للمسؤولين أو رؤساء اللجان وأعضائها، وإن كان ذلك أمرًا يسيرًا يمكن معرفته بضغطة زر ومعرفة واقعهم في الإساءة والتهكم على أندية منافسة لهم، ولكن يبدو أن عين الرضا عن كل عيب كليلة، وختامًا.. أذكر أنه في لقاء سابق لوزير الرياضة عندما سأله المحاور الزميل عبد الله المديفر عبر قناة روتانا عن الفكرة الراسخة في الوسط الرياضي، أن هناك لولبيات تتحكم في مفاصل القرار الرياضي وتحابي أندية نافذة، رد سموه “من اللي شفته وعشته لا يوجد شيء” ولسموه أقول الوضع الحالي يتطلب المراجعة، فالأحداث تؤكد ذلك.