وزير «متنكر».. ومهرجان «مبتكر»
“التفكير خارج الصندوق”.. أكثر جملة يرددها أرباب العمل على من يقوم بمهام التسويق، حتى إن بعضهم استبدلها بالتحية، فالخروج عن التقليدية بأفكار جديدة ومبتكرة أولى خطوات نجاح العمل، ويزيد من ذلك ان يكون التسويق بأقل كلفة مادية..
للمرة الأولى في السعودية يدشن أكبر مهرجان للتنكر في المنطقة، وأعلن القائمون على موسم الرياض انطلاقته مشترطين اختيار شخصيات وتقمصها شكليًا، ليكون امام الزوار فرصة الدخول مجانًا إلى بوليفارد رياض سيتي وويندرلاند والثانية الفوز بجوائز عدة لأفضل المتنكرين..
الأمر تسويقيا لم يكلف ريالًا واحدًا فكل ما في الأمر تغريدة من المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه دعا فيها الزوار للمشاركة في المهرجان الكبير الذي لا أتوقع أنه كان مجدولًا في فعاليات موسم الرياض في نسخته الثانية ولكنها الأفكار التي لا يحبسها الصندوق فترات طويلة لكنها تطرح وتنفذ سريعًا، كما حدث في تجميع أكثر من 11 فنانًا على مسرح محمد عبده في تريو الرياض مطلع رأس السنة والتي صنفت بأنها أهم حفلة في التاريخ السعودي والخليجي والعربي، ويقول سالم الهندي المدير التنفيذي في شركة روتانا وقتها في حديثه مع “الرياضية” إن الفكرة طرحت في خيمة المستشار في منزله وتبلورت في يومين ومن ثم نفذت..
الآلاف من الزوار من كبار وصغار وشباب وبنات تفننوا في إظهار إمكاناتهم بالتنكر داخل الشخصيات العالمية، وشاركهم عبر تقنية الفيديو المستشار تركي آل الشيخ متنكرًا في شخصية “سيمبسون” الكرتونية، وتقاطروا على المناطق الترفيهية فانتعشت الحركة التسويقية وارتفعت المبيعات بحسب الكثير من العاملين ومن الطبيعي أن يحدث ذلك في ظل ارتفاع أعداد الزوار في يومين أكثر من ثلاثة أضعاف في الأيام العادية، وكذلك خارج المناطق الترفيهية منها محلات الألعاب والخياطة والهدايا وغيرها التي سجلت نشاطا اقتصاديا..
الصور التي تصل من مهرجان التنكر مبهجة، وهي التي حرمنا منها سنوات طويلة في وقت مضى لأسباب عدة لا أريد الخوض فيها..
وما يسعدنا أن هناك رقابة مشددة على من يخالف “الذوق العام” في المهرجان ذاته يحد من التجااوزات..
ما لمسناه في مهرجان التنكر وقبله يوم التأسيس صورة مصغرة من أن الترفيه يصبح جميلًا عندما تتبلور الأفكار سريعًا إلى الواقع، ويبتعد عن عقد الماضي “غير الجميل”، ويحافظ على الذوق العام وحينها نخرج بمنتج نفخر به في بلادنا ونصدره إلى العالم في أبهى الصور.