معيار النتيجة لا يكفي
التقييم بمعيار النتيجة فقط لا يكفي لمعرفة المشاكل الفنية المتكررة والمستمرة للمنتخب من بداية التصفيات النهائية وحتى مباراة الصين، لقد تأهل منتخبنا إلى كأس العالم للمرة السادسة وهذا إنجاز جديد يضاف إلى كل ما سبق من مجهود وبطولات وتفوق واضح على قارة آسيا أندية ومنتخبات، والحقيقة أن المشاركة بمناسبة كبيرة مثل كأس العالم تحتاج إلى الكثير من التقييم المنصف والبعيد عن كل العواطف والمجاملات، وفي مراجعة سريعة لبعض المواقف والتفاصيل الفنية في مباراة الذهاب والإياب أمام المنتخب العماني كانت فرص تسجيل الأهداف وحتى آخر لحظات المباراة موجودة ومتكررة وفيها الكثير من سهولة الوصول والمواجهة للمرمى، وهذا ما حدث أيضًا في لقاء المنتخب الصيني الأول وكادت نتيجة التقدم بثلاثة أهداف أن تنتهي بالتعادل وبكل تأكيد أن جميع التجارب السابقة بما فيها الخسارة الكبيرة والثقيلة أمام منتخب روسيا في كأس العالم 2018 تؤكد أن منتخبنا يحتاج وبشكل كبير لمراجعة مسألة ترابط الخطوط والمواجهة الفردية وقوة الالتحام المطلوب، وإيقاف الأخطاء الفردية وخصوصًا في الأماكن القريبة من حارس المرمى أو داخل المنطقة.
واجه اللاعب لحظات صعبة من فقدان الثقة، وتثاقل في الحركة، وعدم وجود الرغبة باللعب وفي مواصلة تحقيق النتائج والبطولات، وتختلف نوعية هذه الظروف أو اللحظات من لاعب إلى آخر ومن المتعارف عليه لدى الجميع أن هذه الفترة لا تطول وسرعان ما يرجع اللاعب إلى المستوى الفني والوضع الطبيعي متى ما وجد الاهتمام الجيد والمتابعة المستمرة والرعاية الخاصة بدون أي استعجال قد يزيد من الأعباء فتتضاعف المشاكل وينعدم الحل، وفي هذا الموسم حدث تراجع فني في مستوى العديد من الأسماء والنجوم الأكثر شعبية في الدوري وهذا التراجع دفع ببعض المحسوبين على الإعلام الرياضي بتجريد هؤلاء اللاعبين من تاريخهم ونجوميتهم ومن وصفهم ببقايا اللاعبين الذين يجب إبعادهم وتهميشهم بطريقة غربية لا تدل على الإحساس بالمسؤولية أو المشاركة الفعالة بعملية الحفاظ على النجوم وطريقة نقدهم بأسلوب راقٍ ومحسوب يصب في المصلحة العامة ويعكس مدى التكامل المطلوب بين الجميع، لقد رجع البريك ليلعب بشكل أساسي أمام الصين، وتم إضافة عبد الله مادو وحسان تمبكتي إلى قائمة المنتخب على الرغم من فترة الغياب الطويلة عن اللعب وعن مشاركة الأندية في المسابقات المحلية، والحقيقة أن مثل هذه القرارات تزيد من ثقة اللاعب وتساعده على استرجاع المستوى الفني واستمرار الرغبة في التواجد والمزيد من العطاء والإنتاج.