منتقدو «السبعة».. وصفعة الأخضر

في زمن الإنترنت، ندر اللجوء إلى أصحاب المعلومة، ولكن ما ثبت في وجه الثورة التقنية هو “الرأي”، فلا غنى للمجتمعات عن أصحاب الفكر، ممن ينير دروبهم في مختلف المجالات، ولكن بمن نثق في طرحه، وهنا أتناول بعض نقاد كرة القدم السعودية وآرائهم “المخجلة” والمبنية على قواعد بنيت بمواد خرسانية “مغشوشة”..
تقول المعلومة الثابتة إن تطور المنتخبات العالمية كان من خلال “خطيّن” الأول بفتح المجال أمام اللاعبين الأجانب في بطولاتهم المحلية، واستقطاب أهم الأسماء للرفع من قيمة اللاعب المحلي فنيًا، فحققوا مرادهم، ولنا في إسبانيا وإيطاليا، وإنجلترا، خير مثال.
فيما الطريق الثاني، يمر من خلال ابتعاث اللاعبين المحليين خارجيًا، وخرجت لنا منتخبات البرازيل والأرجنتين والأرغواي، وغيرها..
القائمون على النهوض بالكرة السعودية، كانوا أمام التجربتين السابقتين، فإما الذهاب باللاعبين السعوديين إلى الاحتراف الخارجي وهو أمر “صعب” نسبيا، أو جلب النجوم العالميين إليهم، فكان الخيار الثاني، والذي لزم تطبيقه رفع اللاعبين الأجانب إلى سبعة في النادي الواحد، ودعم الأندية ماديًا، فكانت النتيجة فورية بتطور الدوري السعودي للمحترفين، حتى دخل بقيمته السوقية العشرة الأوائل عالميا، وتحققت مكتسبات عدة للأندية، ولكن كان هناك بعض من النقاد من أصحاب التجربة الطويلة والعريضة، انتقد قرار زيادة الأجانب، مبينا أن أول المتضررين هو المنتخب السعودي، كون المحلي لن يجد فرصة في المشاركة، وللأسف إن هذا الناقد لا يعلم بأن عدد اللاعبين الأجانب في إسبانيا يفوق السبعة والثمانية، ورغم ذلك أبهر “الماتادور” العالم بإنجازاتهم وبالمثل “الآزوري”..
الأخضر السعودي كان أول المستفيدين من الزيادة، فبات اللاعب المحلي يقاتل للمشاركة، ولن يكون الطريق إلا من بوابة الاهتمام بنفسه وتطوير أدواته فلا مجال للواسطة أو “الفتونة”، وبات يشاهد معنى الاحتراف الحقيقي لزميله اللاعب الأجنبي، فكان احترافًا خارجيًا له، وهو في بلاده..
منتقدو قرار الزيادة.. ماذا يقولون بعد أن تأهل الأخضر إلى مونديال العالم في قطر، وحسم قبل خوض آخر مباراتين للمرة الأولى في تاريخه؟.. وكيف يستطيعون أن يواجهوا متابعيهم، ولاعبو الأخضر يقدمون أفضل مستويات في المباريات.. للأسف ان الكثير من النقاد في الرياضة “يهذون” في نقدهم وفكرهم لا يستطع ان يواكب التطور في كرة القدم.. واخيرا شكرا لكل من خطط ودعم كرتنا السعودية لتقدم في أبهى الحلل وليخرج لنا جيل أخضر ذهبي ودوري سعودي قوي.