لا عزاء للمتحلطمين
نمط سلوك ملفت وغريب.. قد يلمسه البعض في محيطة بشكل خاص. أو يرصده في وسائل التواصل بشكل عام.
عشاق (الحلطمة) في عز الإيجابية أو الفرح. يعني “ما تمسك معاه حالة النكاده” إلا وأنت في تلك الحالة السعيدة بأمر ما! يعني مثلًا تشتري سيارة بيضاء. يقول ليتك أخذت لو رمادي! ويشرح ويبرر لك كمان! لاحول ولا قوة إلا بالله.
تستأجر أو تشتري بيت. ينط ويقول لك: يا ليت أخذت تمليك. الله المستعان، يعني عندي وبخلان على نفسي وعيالي؟!
في وسطنا الرياضي. لا تخفى شمس المتحلطمين بيننا. يمكن رصدهم بسهولة خاصة بعد المباريات التي ينتصر فيها فريقه المفضل تحديدًا. حتى لو قدم أفضل مستوياته. لابد يُظهر لك أمرًا سلبيًا عاديًا يمكن تجاوزه فنيًا أو حتى إداريًا. وهو ويمسك فيه نقاشًا وجدلًا مع الآخرين.
حدث ذلك أيضًا مع منتخبنا قبل أيام. بعد ضمانه بطاقة التأهل السادسة في تاريخه إلى مونديال كأس العالم. في خدمة مبكرة منتخب اليابان بانتصاره على أستراليا نهار ذلك اليوم. فذهبنا في المساء لمواجهة الصين وبطاقة التأهل في جيوبنا. لكننا تاليًا أفلتت صدارة المجموعة الحديدية من يدنا. بعد تعادلنا الإيجابي غير المتوقع مع الصين. كنا الأفضل في كل شيء.
حققنا الهدف الأسمى والأكبر، الذي تحلم به منتخبات العالم، ولو كان بضربة حظ أو حتى بملحق. بالوصول إلى مونديال 2022 في قطر. مع ذلك كانت فرصة المتحلطمين الأقل عددًا بيننا، لكنهم كانوا الأعلى صوتًا. بتشويه ذلك التأهل وتلك الفرحة. لمجرد أننا لم نحافظ على ميزة الصدارة.
شخصيًا، أتعب مع ذلك النفر من النكديين في حياتي الشخصية أو المهنية. طاقة سلبية أسعى دومًا للتخلص منهم. وأنتم أيضًا حاولوا.
والآن نقول لهم كيف الحال؟ صقورنا عاودوا التحليق واستعادوا صدارتهم مجددًا بعد السيطرة على (الكنغر) الأسترالي في ملعب الجوهرة بجدة. في ليلة احتفالية تليق بهم وسط جماهير الوطن في أجواء طربية لا تُنسى، احتفالًا بالتأهل الذي كان هو الأهم والأغلى حتى لو بدون صدارة.
حقًا كنا نستحق المونديال، عطفًا على النتائج والمستويات. رغم أننا وقعنا في المجموعة الحديدية. مبروك للوطن والشعب السعودي. صبرنا وطلنا المجد العالمي.