الاتحاد بطل الدوري.. كيف؟
لو أخذ الاتحاديون في إضاعة وقتهم في الانفعالات وموجة الغضب على خسارة الكلاسيكو الذي كان مفصليًا لهم.. أمام الند الصلب والمنافس على اللقب الهلال. والاستغراق في مناقشة كم الأخطاء الفردية في تفاصيل صغيرة.
وكيف خذلت الخبرة بعض نجومه؟ وكيف تعاملوا برعونة مع ارتباكة منافسهم في الشوط الأول دون استغلال لذلك؟ واشتبكوا مع أنفسهم كفريق في فوضى فنية في الشوط الثاني، أحدها كان ضحيتها العملاق جروهي.. أما الباقي فقد عجز حتى المدرب عن فضه بين لاعبيه (هناك عقليات لا أستطيع التحكم بها من دكة البدلاء)! هكذا قال بعد المباراة. لذا تكفل نجوم الهلال وبأقل مجهود بفضها بإطلاق سهامهم في قلب المرمى الاتحادي. ليردي النمر صريعًا. وبات جمهوره مصدومًا من (السيناريو) الذي احتشد له في ملعبه.
والحقيقة التي تقال.. إن الاتحاد لم يكن سيئًا.. وكان أقرب للفوز في بعض أوقات المباراة. مثل ما حدث له في المباراة السابقة التي خسرها بالتعادل أمام الفتح 4ـ4.
وفي كلا المباراتين ابتلع (7) أهداف!! بسبب أخطاء فردية وسوء التنظيم الدفاعي. وهنا أكبر خلل في اتحاد الصدارة.
من هنا يجب على الاتحاديين بكافة شرائحهم وضع نقطة على سطر (الكلاسيكو) وطي الصفحة ـ أي صفحة ـ نقاشات ومجادلات تجعل لجام جواد الحفاظ على فارق النقاط الـ(3) نقاط.. يقفز من مضمارهم وسيطرتهم إلى مضمار وقبضة الهلال.. خلال الثلاثة مباريات، المتبقية من الدوري.
تاريخيًا راهن الاتحاديون على أنفسهم كثيرًا. إدارة. لاعبون. جمهور. في مواقف أشبه بهذه وأصعب منها أيضًا. ثم نجحوا في تجاوزها والظفر بالمنجز.
نعم.. هذا ما تبقى للاتحاديين: الرهان على النفس. استحضار كل الإيجابيات الفردية والجماعية داخل الفريق. رفع حُمى التركيز. لعب كل مباراة كأنها الأخيرة. لم تعد هناك خيارات أمام الجميع. الأمتار المتبقية إلى خط النهاية قصيرة جدًا. صعبة وضيقة. لكنها ليست مستحيلة.
بالمختصر.. فارق نقاط الصدارة آخر (كرت ذهبي) بيد مدرب ولاعبي الاتحاد. الكرة كذلك في ملعبهم. أطماع من تبقت مواجهتهم أيضًا في ملعبهم. كما هي آمال وطموحات جماهير ناديهم الوفية. ويستحقونه.
ويبقى السؤال: هل استوعبتم الدرس؟