المدرجات
لا تجلب البطولات
يفاخر الاتحاديون بأن مقاعد مدرجاتهم هي الأكثر إشغالًا بين نظرائها في الأندية، وأن روابط الأهازيج تعد الأميز، و”التيفو” الأصفر هو الأجمل، وكل ما سبق من مشاهد تدبّ الحماس في نفوس اللاعبين، وترفع معنوياتهم داخل الملعب، ولكن السؤال الأهم.. من ينتصر في النهاية.. الحماس أو التركيز؟
هذا السؤال، إجابته تتلخص في السباق الاتحادي ـ الهلالي نحو لقب دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، فلم يصلح صياح العشاق في المدرجات ما أفسده اللاعبون في الميدان.. انتهت المباراة بفوز هلالي كبير وقلص الفارق إلى ثلاث نقاط وتبقى 3 جولات، وسيتوج الأزرق باللقب في نهاية السباق رغم أنه كان بعيد المنال ويصنف في خانة “الخيال” وهي وجهة نظر خاصة..
كتبت والفارق أكثر من تسع نقاط بين الاتحاد “المتصدر” والهلال “الوصيف” بأن البطولة هلالية، هذا الترشيح أغضب البعض لكنها الحقيقة، فالمتابع لمباريات الاتحاد في هذا الموسم يلمس بأن الفوز يأتي بصعوبة ومتكئ على مركاز الحظ في مرات، فأكثر من 7 مباريات يحسمها في الوقت بدل الضائع، وفنيًا وبشهادة الكثير من النقاد والمختصين، الاتحاد كان يفوز بحماس لاعبيه فقط، مستفيدًا من انخفاض مستوى جاره الأهلي وكذلك النصر إلى جانب ملاحقه الهلال..
في كرة القدم يستحيل أن يؤثر الجمهور في المدرجات على اللاعب الموهوب عندما يكون في كامل تركيزه، فمن غير المنطق أن يمرر كرة خاطئة بسبب صيحة مشجع أو يسجل هدفًا في مرماه لهتافات ضده.. وقد يكون العكس مثلما حدث مع سعود عبد الحميد لاعب الهلال الحالي والاتحاد سابقًا عندما استفزه الجمهور الاتحادي ورد بتقديم إحدى أفضل المباريات له هذا الموسم وكان أحد أسباب فوز فريقه..
الاتحاد لا يملك نوعية اللاعبين كما هو الحال في الهلال سواء كانوا محليين أو أجانب فنجمهم الأول محليًا فهد المولد ومن المستحيل أن يلعب أساسيًا في صفوف الهلال، وموقعه احتياطي “ثانٍ”، ويقوده الحماس كحال الكثير من اللاعبين وأستثني منهم كورنادو ورومارينيو وحمد الله وحجازي والبيشي، وليس من المنطق أن يحمل خمسة لاعبين على ظهورهم بقية زملائهم الأساسيين وكذلك الاحتياط بعكس الهلال الذي يرتكز عليه المنتخب السعودي الأول ولديه نجوم تعرف طريق البطولات واثقون من موهبتهم وإمكاناتهم وليست نابعة من حماس المدرجات..
على الاتحاديين أن يبقوا أقدامهم في الأرض، وما قدموه في هذا الموسم يشكرون عليه وقصة نجاح تروى للأجيال، ولكني ما زلت عند وجهة نظري الهلال بطل الدوري.