2022-06-18 | 23:22 مقالات

المسرحيات الناجحة.. بضاعة لا تبور

مشاركة الخبر      

يردد جيل الطيبين، الذين لم يرق البعض منهم للمختص النفسي الدكتور طارق الحبيب مقولة: “الفن ما يوكل عيش”، ومعها تحطمت طموحات مواهب قبل أن ينطق المخرج بكلمة “أكشن”.
طبعًا، ذلك الجيل أعتقد بأنه يعني الممثلين، وليس المطربين، لأنهم لو عرفوا مستقبلهم لغنوا “كورال” خلفهم، ويعزز تلك المقولة ظهور أحد الممثلين السعوديين من فئة النجوم في لقاء تلفزيوني ليردد أن التمثيل لم يدر عليه مبالغ مادية مجزية.
انحصار أعمال الممثلين السعوديين على الأعمال التلفزيونية كان سببًا في جعل الكثير منهم من ذوي الدخل المحدود، لا سيما كونه المسار الوحيد أمامهم قبل أن تفتح في السنوات الأخيرة أبواب المسرح والسينما لتعزز من مداخيلهم المادية، ولكن الممثل السعودي لم يكون مقنعًا على خشبة المسرح أو أمام كاميرات السينما لجعله نجمًا شاملًا وتدر عليه الأموال.
في اعتقادي بأنه سينمائيًا وعلى الرغم من تقديم أفلام جيدة لكنها لم تجبر الجمهور على الحضور بالشكل المطلوب، فغادرت دور العرض سريعًا، وفي الجانب المسرحيّ، يعاب على بعض المسرحيات المحلية عدم تجويّدها من كافة الجوانب، والاعتماد على الأسماء فقط، وهو ما جعلها تدخل في حكم “الفشل”.
لذا يضطر الممثل السعودي إلى التمسك بطوق نجاته ومصدر رزقه وهو “المسلسلات”، فيصنفها بأنها “قليل دائم خير من كثير منقطع”.
لن أتطرق إلى السينما السعودية هنا فلا يزال المشوار طويلًا، ولكن في مسرحنا باستطاعة القائمين عليه تقديم مسرحيات جاذبة للجمهور ولكن بشرط أن يكون العمل يرتقي لذائقة المتابع وليس تأدية واجب.
في موسم جدة، عرضت أربع مسرحيات مصرية واثنتان كويتية ولم تسجل أي مسرحية سعودية حضورًا قبل أن يعلن عن تقديم مسرحية “بخصوص بعض الناس” للنجم ناصر القصبي.
القائمون على موسم جدة، همّهم النجاح لذا لجأوا إلى فريق القصبي الذي قدم المسرحية ذاتها في موسم الرياض ونجح بشهادة نقاط البيع، ونفاد التذاكر وتمديد العرض، وقبلها عرض القصبي ومعه النجوم حبيب الحبيب وماجد مطرب والكاتب خلف الحربي “الذيب في القليب” في موسم الرياض الأول، وبقي مسرح القصبي وحيدًا في وجه المسرحيات الوافدة، حضرتُ المسرحيتين فوجدت احترافية واهتمامًا بأدق التفاصيل الاستعراضات والحبكة والأفيهات والديكور.
المسرحية الناجحة تمثل مصدر رزق لنجومها ويمكن عرضها في أي مكان دون خوف من فشلها، ولنا في مسرح القصبي خير مثال.. لذا على القائمين على المسرح السعودي مناقشة مسببات عدم نجاح الكثير من المسرحيات المحلية، وقتها قد نقضي على مقولة “الفن ما يوكل عيش”.