التستر
على «حمقى السوشال»
اعترفت الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع بوجود مخالفات صريحة لعدد من المعلنين غير السعوديين من مقيمين وزائرين في منصات التواصل الاجتماعي، وتبينت لاحقًا وجود تجاوزات نظامية لديهم، وعدم حصولهم على سجلات تجارية أو تراخيص نظامية، فأصدرت على الفور تعميمًا يمنع التعامل معهم إلا بشكل مشروط.
وقبل ذلك أصدرت الهيئة قرارًا بتغريم ناشطتين سعوديتين في “السناب شات” بـ400 ألف ريال، وبعدها بأيام المبلغ ذاته تتلقاه ناشطة أجنبية، ولكن هل تكفي “يد المرئي والمسموع” في الحد من ظاهرة تلوث إعلام المجتمع بأيدي بعض من أبناءه التافهين؟. الإجابة فقط نحتاج إلى تشديد الرقابة وتطبيق الأنظمة وتكييفها مع المتغيرات.
الهيئة وهي جهة رقابية سعت للبحث عن حجم المخالفات الكبيرة المرتكبة من قبل الكثير من الناشطين “غير السعوديين” في وسائل التواصل الاجتماعي فيما يخص الإعلان، وفتشت في الأنظمة واللوائح، لعل وعسى أن تحد من تجاوزاتهم واستفادت من نظام العمل الصادر بمرسوم ملكي وينص أنه: “لا يجوز لغير السعودي أن يمارس عملًا ولا يجوز أن يسمح له في مزاولته إلا بعد الحصول على رخصة”.
كما استفادت من قواعد التعامل مع الوافدين من مخالفي الأنظمة والتي تمنع العامل من العمل لحسابه الخاص، ونظام مكافحة التستر والذي يعد ممارسة غير السعودي لنشاط اقتصادي لحسابه الخاص في السعودية وغير مرخص له بممارسته “جريمة” يعاقب مرتكبها بعقوبات تصل إلى السجن خمس سنوات وغرامة تصل إلى خمسة ملايين ريال.
الأنظمة الصارمة مسنونة، فقط تحتاج إلى الجهات المعنية بما يطرح في وسائل التواصل الاجتماعي لتطبيقها، وخطوة جيدة التي أقدمت عليها الهيئة بالتسلح بالنظام وأن المخالف لأنظمة العمل ليس في حياة الواقع فقط بل قد يكون متسترًا خلف التطبيقات المجتمعية.
سعدنا بخطوة وزارة التجارة ورصدها الشهر الماضي عدم التزام 200 متجر إلكتروني بمعايير الامتثال لموثوقية التجارة الإلكترونية، وإحالتها إلى لجنة النظر في المخالفات لإيقاع العقوبات النظامية عليها، ووضعت الوزارة تطبيق 13 معيارًا للموثوقية في التجارة الإلكترونية. وغيرها الكثير من الأنظمة من الجهات الأخرى.
لن نتصدى لحمقى “السوشال ميديا” أو يغريهم من أصحاب الإعلانات إلا من خلال تفتيش الجهات الرقابية في الأنظمة أو سنّها من قبل الجهات المختصة، فنحن لا نزال في بداية طريق حربنا على من لوث وسائل التواصل الاجتماعي في المحتوى والإعلان، ولن يرتدع هؤلاء إلا بقوة الأنظمة التي وجدت لتطبيقها.