النجم السعودي الكبير يتحدث عن المسرح والأعمال الجديدة القصبي:
الأهلي أحزنني
يشكِّل النجم السعودي ناصر القصبي ضلعًا مهمًّا في تاريخ التمثيل السعودي، فعلى مدار 37 عامًا، قدَّم أعمالًا خالدة، تنوَّعت بين المسرح، والشاشة الصغيرة، والإذاعة، وشكَّلت شخصياته الكوميدية التي أدَّاها على مدار تلك الأعوام “لزمات” لدى متابعيه. اختار القصبي أن يصعد السلم من الخطوة الأولى، مدركًا أنه سيصل للقمة يومًا ما، وهو ما تحقق له الآن بتربُّعه على عرشها، متخطيًا أبناء جيله والأجيال اللاحقة. ويتفرَّد القصبي باختيار أعمال لا تخلو من النقد ما بين مؤيد ومعارض، لكنها تبقى رنَّانةً في المجتمع.
“أبو راكان” في حواره مع “الرياضية” تحدث عن كواليس مسرحية “بخصوص بعض الناس” التي تعرض على المسرح العربي ضمن فعاليات موسم جدة، وتأثير هبوط فريق الأهلي إلى “الأولى” عليها.
01
بدايةً، مسرحية “بخصوص بعض الناس” حققت نجاحًا لافتًا في موسم الرياض، والآن في جدة، ما سر هذا النجاح؟
الحمد لله، الحقيقة مقومات العمل كانت مكتملة الأطراف من نصٍّ رائع للكاتب خلف الحربي، وهو محترف، ويصنع نصًّا جماهيريًّا مختلفًا، وكذلك الحال مع الفريق الفني والممثلين والعناصر، وصولًا إلى الموضوع، الذي جاء خفيفًا وبسيطًا، ووضعنا في الحسبان أنها مسرحية جماهيرية، مع الجدية في التعامل مع الموضوع، وتقديمه بشكل احترافي، وهو ما تم والحمد لله.
02
عُدت بعد غياب طويل عن المسرح فاق 30 عامًا من خلال مسرحية “الذيب في القليب” التي قدَّمتها في موسم الرياض الأول، ومسرحية “بخصوص بعض الناس”، كيف ترى هذه العودة، والإقبال الجماهيري على العملين؟
المسرح أبو الفنون، وسُعدت بالعمل فيه مع عمالقة الدراما السعودية في زمن مضى، ونحن نشهد الآن حركةً رائعة، وتطويرًا في جميع المجالات، وهو ما جعلنا نعود إلى المسرح من جديد.
03
بصراحة، هل المسرح السعودي جاذب للجمهور وقادرٌ على جذبهم إلى شباك التذاكر مقارنةً بالمسرحيات الكويتية والمصرية؟
المسرح لنا حكايةٌ معه، ولا يمكن الحديث عنه في إجابة عابرة. لدينا مشكلةٌ كبيرة، ونحتاج إلى أعوام طويلة لحلها. لا أنا ولا غيري نستطيع حلَّها بمسرحية ناجحة، فالمشروع أكبر، لكن نتيجة الاهتمام الذي نجده اليوم من الأجهزه المختصة بالفن والدراما، تغيَّر الوضع، ونتنبَّأ بمستقبل واعد إن شاء الله.
04
كأنك غير راضٍ عن الفترة الماضية للفن السعودي، وكيف تقارنها مع المرحلة الجارية؟
في السابق كان الفن في منظور بعض الناس “رجسًا”! ، لكن اليوم أجهزة الدولة تنظر إلى الفن على أنه قيمة مهمة للمجتمعات المتطورة والمتحضرة، وهذا كله بمباركة الرؤية العظيمة، ونحن في الخطوة الأولى، وهناك خطوات أخرى إن شاء الله.
05
هل عانيت في تلك الأيام من إقناع الجماهير وتصحيح النظرة الدونية للفن؟
الجمهور ليس له علاقة، فهو محبٌّ للفن بالفطرة، وإن كانت الحركات المؤدلجة أثرت عليه، وأدت إلى “عسف الأمزجة”، وخطف بعض الاتجاهات. لا أريد التحدث أو تذكُّر تلك الأيام، واتركنا في العصر الجميل الذي نعيشه.
06
هل تفكر في الانتقال بمسرحية “بخصوص بعض الناس” إلى بقية المدن السعودية بعد الرياض وجدة، وحتى خارج الوطن، وهل ستكون جاذبة حينها؟
الحقيقة، ليس الآن، فالجدول مزدحم، والمشاريع كثيرة، لكن البركة بالمسرحيين السعوديين والفرق المسرحية، فمع هذا الاهتمام ستكون ملحوظة، وسيكون لدينا نجومٌ.
07
ماذا ينقص المسرح التجاري في السعودية؟
يحتاج إلى صناعة “الكوميديانات”، فدونه لا يمشي المسرح.
08
مسرحا عبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس تخرَّج فيهما كثير من النجوم، مثل عادل إمام وسعيد صالح، وكذلك ما فعله زكي طليمات عندما تتلمذ على مسرحه حسين عبد الرضا وخالد النفيسي، هل من الممكن أن يتكرر ذلك مع مسرح القصبي، ويسهم في تخريج نجوم يُعتمد عليهم؟
شرف عظيم أن نسهم في تلك الحركة المسرحية، ونحن تتلمذنا على أيادي أساتذة كبار في المسرح، وأتمنى أن أوفَّق في ذلك.
09
تجربة “العاصوف” شكَّلت نقلةً في الدراما السعودية، هل توقف ناصر القصبي عند محطتها، أم أن هناك امتدادًا لها؟
بالعكس، لم أتوقف، وهناك أعمال على غرار “العاصوف”، وتراثية وشعبية، وبلدنا مليء بهذه المشاهد التي تحتاج إلى نبشها.
10
حدِّثنا عن آخر “النبشات” في بالك؟
هناك الكثير، لكن لن أعلن عن أي شيء في هذا الوقت.
11
هبوط الأهلي وخسارة الاتحاد دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، وأنت تعرض مسرحيتك بموسم جدة في الليلة ذاتها، كيف كانت أصداؤهما على المسرح؟
كانت ليلة عاصفة، وكنا نقول وقت العرض جدة حزينة، وتمرُّ بأحداث عجيبة، وهذه طبيعة الكرة و”هاردلك” لهما، ومبارك للهلال العظيم.