دورينا الأقوى أرضا فلا تضعفوه فضاء وقضاء
تترجم لغة الأرقام الجهد الكبير المبذول في أي مجال، وهي المقياس الحقيقي البعيد عن تأويلات واستنتاجات البشر، ورياضيًا تشير إلى أن دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين سجل القيمة السوقية له الأعلى في تاريخ المسابقة، وبلغت 320 مليون يورو بحسب المواقع المختصة في الإحصاء إلى وقت كتابة المقال.
دورينا وبعد الدعم الحكومي الكبير وغير المسبوق أصبح الأول قاريًا وعربيًا وخليجيًا ونافس أعتى دوريات العالم، ولا يزال يتصاعد. فكرة القدم صناعة مكائنها لا تدور إلا بالضخ المالي الذي يقوده فكر محترف ويملك نظرة ثاقبة ولكن تلك المكائن سرعان ما تتآكل صلابتها، بسبب أخطاء صغيرة لكن أثرها كبير وقد تعطل خط الإنتاج.
لا أعتقد أن قرار التجديد مع القناة الناقلة للدوري أسعد الكثير من المتابعين، فهم ينتظرون ختامه ليسمعوا خبر التعاقد مع قناة احترافية توازي حجم الدوري والمكانة المرموقة التي وصل إليها لكن ذلك لم يحدث.
لست مناهضًا لقرار التجديد ولكني ضد أن تستمر الأخطاء البدائية التي حدثت في بعض مباريات الموسم الماضي في المجالات كافة، ونفّرت البعض من المتابعة قسرًا، وعادت تلك الأخطاء التي يبدو أن القائمين على القناة يصنفونها بأنها ضمن الهفوات البسيطة التي لا تؤثر متناسين أن المشاهد أصبح الفضاء متاحًا أمامه ويشاهد دوريات قريبة وبعيدة تنقل بجودة عالية واحترافية كبرى.
ندرك بأن الإبداع شيء قد يصعب تحقيقه ولدى البعض هو في خانة “المستحيلات” لذا لا نطلبه منهم ولكن عليهم أن يشاهدوا خطوات أهل الخبرة ويحاكوها فقط، فهذا هو المراد؛ فبعض الابتكار قد يأتي بنتائج عكسية.
هذه أولى الخطوات التي تضعف من قوة الدوري السعودي، ولا ننسى بالطبع ما يحدث في المكاتب التي تدير اللعبة، فمن غير المنطق أن تأخذ القضايا أكثر من سبعة وثمانية أشهر حتى يصدر حكم فيها حتى باتت متابعة القضايا أكثر من الاهتمام بما يدور في الملعب.
قضية كنو وقضية تسجيلات حمد الله أشهر عدة وهما طور البحث والتقصي والتحقيق في زمن تلاشت فيه المدد الطويلة في الإدلاء بالأحكام في القضايا من الجهات ذات الاختصاص ولكن في كرة القدم الوضع يتراجع.
تأخر القضايا والبت فيها يؤثران بالطبع على الأندية المتقاضية ويربكان تحضيراتها وقبل ذلك، يضعفان من دورينا..
لابد على القائمين على وزارة الرياضة والجهات المختصة في كرة القدم إعادة النظر في تلك العوائق التي تضعف من قوة دورينا وتؤثر على مكانته.