دلّال بريطاني على «كبوت هايلكس»
يطل مهندس بريطاني في مقطع فيديو عبر سناب أحد الأصدقاء في مهرجان القصيم للتمور في بريدة، واقفًا على “كبوت” السيارة أو مقدمتها، ولم يكتف بذلك بل يصعد إلى أبعد نقطة في “الهايلكس” صادحًا بأعلى صوته: “ون هاندرد ريال ون هاندرد ريال”، والزبائن محتشدون حوله، بعضهم غير مصدق الموقف فيوثقه صورًا والآخر “يزاود” همه الفوز بصفقة “السكري” بغض النظر عن جنسية الدلّال.
في اتصال مع صديقي سلطان المشيطي، تاجر التمور وصاحب السناب، وسؤاله عن “البريطاني” الذي يفترض أن يكون مصطفًا مع الزبائن وليس أن يتقمص مهنة “الدلالة”، فقال “إنه أحد المهندسين الذي قاده الشغف وحب التمور إلى المهرجان”، مضيفًا أن البريطاني العاشق للتمر بأنواعه كان يطّلع على أخبار الفعالية من خلال مقاطع الفيديو والصور التي تصله وأصر على الحضور والتبضع وخوض التجربة.
السعودية غنية بالمنتجات الزراعية وسط تنوع طبيعة جغرافيتها ومناخها ما أسهم في خروج محاصيل عدة وشكلت عناصر قوة ناعمة في تلك المناطق والمدن والمحافظات ولكن تحتاج إلى الاهتمام من قبل أهاليها وكذلك الجهات المختصة وقد تحوّل ثمرة محافظة إلى محط أنظار الكثير كما فعلت “السكرية الحمراء” في محافظة المذنب والتي قدمت في مهرجان سنوي كبير وبات يشار إليه بالبنان.
بلغة الأرقام، فإن السعودية احتلت المرتبة الأولى عالميًّا في صادرات التمور في العام الماضي وفقًا لما أعلنه موقع “ترايد لاب” التابع لمركز التجارة العالمي وبلغت القيمة 1.2 مليار ريال.
وبحسب الأرقام الرسمية فإن قيمة قطاع النخيل والتمور في السعودية بلغت نحو 7.5 مليار ريال ما نسبته 12 في المائة من إجمالي الناتج الزراعي و 0.4 من الناتج الإجمالي غير النفطي ويبلغ عدد النخيل 33 مليون ويمثل ذلك 27 في المئة من إجمالي النخيل في العالم.
استعراض تلك الأرقام يدل على أهمية التمور وكيف تحولت ثمرة الأجداد إلى رقم في صادرات الدولة، وصعود البريطاني على “كبوت الهايلكس” دلالة ايضا على تمسيّع المهرجان في جول عدة ولكن لابد ان يواكبه اهتمام أكبر والوقوف على معوقات هذا القطاع الحيوي المهم.
وفي إحدى الجولات على مزارع بريدة شاهدت الثمار لم يتم “خرفها” أو قطفها وعزا صاحبها ذلك لعدم وجود عمالة مختصة ونقص في الأيادي العاملة فضلًا عن المبالغة في أسعار أجورهم، ما يجعل التمور معلقة على أجذاع النخيل حتى تتعفن، ناهيك عن مشاكل السوسة الحمراء وغيرها..
الجهات ذات العلاقة في التمور يجب أن تتحرك لحل معاناة المزارعين، فهم نواة الدائرة الكبيرة، ومن دونهم سيحدث خلل في الإنتاج.