الموروث والهوية
كتبت المقال الماضي عن “الهوية الوطنية” وختمته بحاجة الموضوع لعدة مقالات لإيضاح أهمية الموروث الثقافي في الحفاظ على هويتنا، ولعلنا نبدأ بتعريف “الموروث” وهو مجموعة من العادات والتقاليد والأعراف التي ينظر لها كسوابق تشكل الجزء الأساسي المؤثر في الحاضر وتشمل كل ما يخطر على البال من حياة الأولين، وعلينا محاولة الربط بين “الموروث والهوية”.
“اليابان” نموذج آسيوي يتميز بموروث قوي ومؤثر يرتبط بالهوية اليابانية التي وصلت لكل أصقاع الأرض، فثقافة العمل الجاد الدقيق كأهم سمات الإدارة اليابانية تدرس في جميع جامعات العالم كنموذج فريد يحمل سمات “الموروث الياباني”، كما أن وجبات “السوشي” يتذوقها غالبية البشر في مختلف المدن السياحية بما فيها “الرياض” بشكل يوضح علاقة “الموروث والهوية”.
“لبنان” بلد عربي/ آسيوي كان غاية في الجمال ووجهة سياحية لجميع الجنسيات، من خلال قوة الموروث المتمثل بالفلكلور الشعبي والمطبخ المميز والتنوع الجغرافي/ التاريخي، لكن “لبنان” تم اختطافه ففقد قوته الاقتصادية وتأثيره الاجتماعي، وأملنا كبير في عودته بعد تحريره من خاطفيه ليعود تأثير “الموروث والهوية”.
“إيطاليا” لا تقارن اقتصاديًّا بقوة نظرائها في أوروبا أمثال “إنجلترا وفرنسا وألمانيا”، لكنها تتفوق عليهم بقوة موروثها، فمن منا لا يعرف الحضارة الرومانية التي بقيت معالمها في معظم مدن “إيطاليا”، واليوم لا أتصور أن بلدًا في العالم يخلو من مطاعم “البيتزا” التي تذوقها وأحبها الجميع وأحببنا الطليان من محبتنا لمطبخهم الذي يجسد أفضل نماذج “الموروث والهوية”.
“السعودية” مهبط الوحي وانطلاقة الدين الإسلامي الأكثر تأثيرًا على حياة البشر، وهي ضمن دول قمة الـ(20) تتميز بموقع جغرافي متباين التضاريس متنوع الثقافات، لكنها بقيت حبيسة الوطن لا يعرفها إلا من يزوره ففقدنا تأثير “الهوية” بفقدنا لقوة “الموروث”، وطالما تمثلت “اليابان ولبنان وإيطاليا” وقوة تأثير “المطبخ” يحيرني سؤال عن عدم وجود “المطبخ السعودي” خارج حدود الوطن، مع يقيني بنجاحه لجودته وتنوعه الذي سينعكس على “الموروث والهوية”.
تغريدة tweet:
المتابع لمحددات أداء برامج رؤية 2030 يعلم اعتمادها لغة الأرقام التي من أهمها أعداد السياح التي ستتضاعف حين نقوم بنقل “موروثنا” خارج الوطن ليتعرفوا عليه ويكون محفزًا لهم على الزيارة، ولعلنا نعيد تجربة “معرض السعودية بين الأمس واليوم” الذي أراهن على مضاعفة نجاحاته في عهد الرؤية، وعلى منصات الموروث نلتقي،