«13 حياة» محاصرة وفي مصير مجهول
لطالما تميزت الأفلام المقتبسة من قصة حقيقية ببعد درامي قوي وواقعي، وذلك لأنها تستشهد في أحداثها بأمور حصلت بالفعل ولم تكن وليدة أفكار أو إبداعات كاتب قد لا يكون على قدر كاف من الإبداع في مخيلته.
وللأسف، السينما تزدهر على معاناة الواقع. إذا ما أتينا إلى كثير من الأفلام التي خلّدها التاريخ سنجد أن ألم غيرنا هو فرصة لنا لصناعة فيلم عظيم.
الأمور في فيلم “13 حياة” لا تبتعد كثيرًا عن هذه الأوصاف، فهو فيلم جسّد قصة واقعية عشناها جميعًا في أحداث ليست بالبعيدة من حيث التاريخ.
أتذكر في عام 2018 أنني كنت أستيقظ كل يوم لتحديث الخط الزمني الخاص بتويتر لمعرفة المصير المؤلم الذي يجعل العالقين أقرب للموت من الحياة.
قصة الفيلم تتحدث وبشكل مختصر عن حادثة “تايلاند” حيث تبدأ مهمة إنقاذ لفريق كرة قدم مكون من 12 طفلًا ومدربهم الثالث عشر. هذا الفريق ذهب مع مدربه إلى أحد الكهوف في رحلة استكشافية ممتعة قبل أن تتغير الظروف وتبدأ الأمطار والفيضانات بإغلاق الكهف ومحاصرة الأطفال.
مهمة شارك فيها ما يزيد عن 10 دول حول العالم، وما يزيد عن 5 آلاف رجل وعدد من أبرز الغطاسين حول العالم.
في هذا الفيلم الإبداع كان في عدد من الأمور ولعل أبرزها تقنية، حيث إن التصوير في مثل هذه الظروف كان عامل تفرقة كبير لنجاح الفيلم من عدمه، وبالفعل نجح في شد المتابع وإبقائه فوق الماء تارة، ثم تحت الماء أخرى في رحلة مليئة بالتوتر والتركيز.
أما على البعد التمثيلي فقد أسهم جلب ممثلين ذوي تاريخ عريق في أن يكون الفيلم أقرب للمشاهد السينمائي من الوثائقي، حيث إن النجوم “كولين فاريل” و”فيجو مورتينسين”، و”جويل إدجيرتون” جميعهم أعطوا المشاهد أداءً رائعًا يجعلك تشعر بأن المواقف التي يمرون بها خلال الساعتين والنصف هي مواقف حقيقية يمرون بها.
أخيرًا بالنسبة لي فقد تميز المخرج “رون هاورد” في هذا الفيلم بشكل كبير، ولا شك أنه أحد أبرز أعماله التي سيتذكرها المشاهدون بجانب فيلمه “Frost Nixon” وأعتقد أن هذا الفيلم يعد إحدى المفاجآت الجميلة في هذا العام، حيث صدر بهدوء دون تسويق، وانتهى بصخب وشهرة.