المشجع المتفرج المنتمي
لا يبدو لي أننا وصلنا لفهم نشترك فيه جميعنا، فيما يخص توصيف "الجمهور"، مشجعين أم متفرجين؟ والأمر لا يتعلق بمعرفة هذا، والسلام، لكن حتى يمكن لنا أن نقيم دوره فيما يخص ما عليه من واجبات تجاه ناديه، وما له من حقوق على النادي، وجهات تنظيم وإقامة المسابقات.
ولأن المطالبات السابقة، فيما يخص تحسين بيئة الملاعب، بدأت تخفت، وهو مؤشر إيجابي، إلا أننا لم نلحظ تطورًا واضحًا في سلوكيات المشجع، التي يمكن لها أن تنتهي به إلى مقعد دائم في ملعب ناديه، ولا نسب الحضور الجيدة لكل مباريات الدوري باعتبارها متنفسًا وشغفًا وانتماء، بغض النظر عن نتائج النادي أو مستواه.
في أبسط قضايا النزاع على شأن تحكيمي أو احترافي أو انضباطي، نتجه إلى أنه "في أوروبا والدول المتقدمة" يفعلون كذا، دون تدقيق في الفوارق، ليس في الأنظمة والقوانين، لكن في اختلاف أمور أخرى من بينها "قدرات وخبرات" الكوادر، وتفهم الرأي العام، والتزام ضوابط النشر، أو إصدار البيانات.
لذا يمكن لي أن أقول أيضًا، وبحسب تقارير إعلامية، إن الجمهور يتطلب منه أن يحذو حذو جمهور "البريميرليج" الذي وصلت نسب حضوره الموسم الماضي ما بين 85% إلى 98% لمباريات أنديتهم، ففي مدينة نوريتش حيث "ملعب كارو رود" يصل متوسط الحضور 26.804 لملعب سعته 27.804 أي 98.4%، كذلك ملعب الإمارات لنادي الأرسنال متوسط حضورهم 59.975، والسعة 60.704، إلى آخر سلم الترتيب العشرين في ملعب بيرلي بمتوسط 18.755 لسعة قدرها 21.994 مقعدًا.
فكرة المشجع من منازلهم، والفرح والغضب من على منصات التواصل الاجتماعي، لا ترتقي إلى المنتمي العاشق والداعم لمسيرة النادي، وإذًا ليس جميع مشجعي النادي يمكنهم الحضور لأي سبب، فلا أعتقد أن أنصار أندية تقول إنها بالملايين، لا يمكن لها أن تشكل نسبة 30 ألفًا فما دون أو أكثر لكل مباريات ناديها غير المهمة، قبل تلك التي يمكن أن تكون مصيرية.
مرت على الملاعب الأوروبية مصاعب ومصائب، في "هيسل 85م" قتل فيها 39 شخصًا بأسباب العنف، وفي "هيزبره 89م" ملعب شفيلد وينزداي تجاوز عدد القتلى 96 شخصًا لسوء التنظيم، الذي تسبب في التدافع، لكن كل ذلك لم يعطل ثقافة الحضور ويبقيهم خلف شاشات التلفزيون والهواتف ويقطع أحد مصادر دخل الأندية.