أماكن
ومقالات
طبعًا لكل صحيفة منهجيتها وفلسفتها وطريقة تحريرها وطريقة عرضها.. هذا كلام لا يحتاج حتى أن يقال لكنه يفرض نفسه كضرورة مدخل إلى ما نريد الوصول إليه..
يسجل الكتّاب في الصحف حضورًا متأرجحًا حسب إمكانيات كل واحد فيهم، وهذا أمر آخر لا يهمنا الآن.. لدينا قضية صغيرة تحتاج إلى توضيح الواضحات.. لماذا بعض الصحف تجمع كتّابها في صفحة واحدة، بينما هناك صحف أخرى توزعهم على كافة صفحاتها؟!.
الإجابة تعيدنا عجلين مستعجلين إلى نقطة البداية والكلام عن المنهجية والفلسفة.. هناك قادة صحف يرون توزيع المقالات على الصفحات مما يعطيها القوة والتنوع والخروج من نمطية الجمود لتصبح الصفحة الواحدة غنية بالخبر والتقرير وأيضًا الرأي.. وهناك صحف أخرى تعتمد سياسة جمع المقالات في صفحة أو صفحتين بغية أن تكون وجهة القارئ الباحث عن الرأي محددة وواضحة.. أو أنها تتعامل مع صفحات الرأي بشيء من الخصوصية وتدعمها برسوم كاريكاتير أو صورة آخاذة لتجعل القارئ الذي تتسمر عيناه منتويًا المكوث طويلاً في هذه الصفحات لا يصاب بالملل.. ولا توزع الصحف كتابها على الصفحات بطريقة عشوائية أو ارتجالية، وإنما تخضع المسألة دائمًا لحسابات الحاجة والمكان.. الكاتب الذي يميل أسلوبه وطرحه إلى المدرسة المتبسطة أو الساخرة على الأغلب يحتل الصفحة الأخيرة التي ظلت ملاذًا أخيرًا لاستراحة القراء من خلال تناول أخبارًا وموادًا تحمل صفة الغرابة والترفيه.. في الصفحة الثالثة عادة تترك الصحف زاوية لرأي الصحيفة نفسها فتعرض رؤيتها ورأيها حول كافة القضايا الجارية أو أنها تختار أسماء ترى بهم حضورًا مختلفًا فتمنحهم هذا المكان المهم.. أيضًا توزع الصحف مقالاتها حسب تصنيفها للأقسام فالصفحات الاقتصادية يكتب فيها الاقتصاديون والصفحات الرياضية يكتب فيها الرياضيون.. وهكذا تدور الدائرة.
لا فرق ولا فروقات ولا ميزة ولا مميزات بين صحيفة تعرض كتابها في صفحة أو تلك التي توزعهم على الصفحات فهي مجرد تغييرات يمكن وصفها بالاستراتيجية وتحدث هذه الفروقات والتغييرات في كافة الصحف حول العالم الرزينة منها أو الشعبوية.. وبالطبع ليس المهم أين يكون الكاتب ولكن الأهم ماذا يقول وماذا يقدم وكيف يؤثر.
وحتى القراء أنفسهم بينهم من يفضل أن يجد الكتاب في صفحة واحدة وبينهم من يرى التوزيع هو الأفضل والأنسب.
الخلاصة.. لا أفضلية مطلقة فهي عملية نسبية بين كل صحيفة وأخرى.
أيهما أفضل وأنسب.. طبعًا ليس هناك إجابة.. هناك العودة مرة أخرى للقول إنها مجرد مدارس ليس لها بوابة واحدة.