وحشية البشر
مع «دامر»
كثيرًا ما تحدثت عن جمال الأعمال الدرامية المقتبسة من قصص حقيقية، والتي نستمتع بأدائها التمثيلي، وبقصصها الدرامية الرائعة، ومن جودتها قد ننسى قليلًا أنها حقيقية إلى أن تخطر على بالنا هذه الحقيقة من جديد... فنصبح أكثر حزنًا. ولكن الغريب بالنسبة لي أن هذه الأعمال سواء كانت أفلامًا أو مسلسلات ومع مرور السنوات واقتباس القصص كثيرًا ما تستمر في إدهاشي بأن طبيعة الإنسان البشري مرعبة ولا حدود لمدى وحشيتها.
فمثلًا، هل سبق وتمنيت أن يكون العمل الذي شاهدته للتو خيال رجل بدلًا من واقع إنسان؟ هذا بالضبط ما حصل لي حينما تابعت عمل منصة نيتفلكس ـ التي لا تنجح عادة في صناع أعمال عظيمة ـ ولكنها نجحت في تجسيد قصة جيفري دامر.
جيفري هو قاتل متسلسل أمريكي كان يقتل الرجال أو الشباب، إن صح التعبير، والذين لا يزالون يافعين وفي مقتبل العمر. ويفعل جرائمه هذه بصرف النظر عن جنسيتهم أو ديانتهم.
هذا الوحش المرعب تمكن من قتل عدد يزيد عن العشرة رجال في طريقة واحد، ولكنها مستمرة، ونفذ أول جرائمه حينما كان في عمر المراهقة، واستمر بعدها بأدائها إلى النهاية.
من لا يعرف هذه القصة لأول مرة سيكون من الجيد له متابعتها، ومن تابعها بالسابق أعتقد أنه سيجد بأن نيتفلكس قد أبلى بلاء حسنًا، في تجسيد قصة هذا الوحش المرعب آكل لحوم البشر.
المسلسل يأتي ببطولة كل من إيفان بيترز، وريتشارد جينكينز، وأندريا ميلر، ومولي رينجوالد ونيسي ناش. وصدر على منصة نتفليكس في تاريخ الحادي والعشرين من سبتمبر الجاري.
استمر المسلسل لمدة موسم واحد وعلى إجمالي عشر حلقات كانت مزيجًا ما بين التساؤل والرعب، ثم الدهشة والصدمة، وأخيرًا التقدير والنقد.
حيث إني لم أكن أعرف عن هذا القاتل شيئًا ولا عن حقيقة قصته في العالم، ولذلك مررت بكل تلك المراحل الصادمة في العمل وفكرة أنه حقيقي أكثر من الأبعاد الفنية والنقدية التي كانت في قمة الروعة من الممثل إيفان بيترز، والذي يعطي الشخصية بعدًا آخر في الإتقان ورعب الحضور...
هذا العمل هو واحد من الأعمال التي تستحق المتابعة على منصة نيتفلكس خلال هذا العام.