قبلة الألعاب الإلكترونية.. وليه لا؟
نواجه في حياتنا اليومية أشخاصًا يعشقون الإقدام ويكرهون التقادم، وما إن يطرح مشروع له مستقبل واعد مصنف لدى البعض في خانة “المستحيل” حتى يردوا بكلمة “وليه لا”، لتسبق “لا المستحيلة” التي تكسّر مجاديف بحور الإبداع، ومن هؤلاء الأشخاص المقدامين تخرج لنا المشاريع العملاقة، فهم من يرون المستقبل بمنظار النجاح.
قبل أيام أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عن إطلاق مجموعة “سافي” للألعاب الإلكترونية وترأس مجلس إدارتها، وتشمل ضخ 142 مليار ريال في 4 برامج تغطي مختلف أنواع الاستثمارات وعمليات الاستحواذ، وستكون تابعة لصندوق الاستثمارات العامة، وتسعى إلى إنشاء 250 شركة للألعاب الإلكترونية في السعودية. وتهدف المجموعة إلى تعزيز النمو من خلال الاستثمار في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، ووضع خطة طويلة المدى للاستثمار وتوظيف رأس المال بفاعلية ضمن القطاع.
ويقول ولي العهد إن “المجموعة تمثّل عنصرًا رئيسًا من استراتيجيتنا الطموحة لتحويل المملكة العربية السعودية إلى مركز عالمي لقطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية بحلول عام 2030 ونسعى لتوظيف الإمكانات الهائلة التي يمتلكها قطاع الرياضات والألعاب الإلكترونية لتنويع مصادر اقتصادنا ودفع عجلة الابتكار ضمن القطاع ورفع مستوى الفعاليات الترفيهية والمنافسات في مجال الرياضات الإلكترونية التي تقدمها السعودية”.
نعم، فلقد برهن موسم الجيمرز الذي أقيم في مدينة الرياض القيمة السوقية للألعاب الإلكترونية في العالم وأهميتها، ودول سبقتنا في المجال وحققت إيرادات عالية، وأثبت ذلك أيضًا مؤتمر قادة العالم القادم الذي أقيم على هامش الموسم..
يقال إن الرياضة تفسد ما تصلحه السياسة، ولكن لم يتطرق إلى علاقة الرياضة بالاقتصاد، فالرياضة تتحدث بلغة المال عندما تدار بشكل جيد ويرفع لها كبار الاقتصاديون القبعة احترامًا كونها تشكل رقمًا في موازنات الدول..
وفي سؤال وجهه الزميل خالد الشايع لعدد من المختصين الاقتصاديين تحدثوا لـ”الرياضية” عن أهمية الاستثمار في قطاع الألعاب الإلكترونية فأوضحوا أنها مهيّأة لتشكيل مصدر دخل كبير على المستوى الوطني، مبينين أن استثمار 142 مليار ريال في قطاع الألعاب الإلكترونية هو خطوة ناجحة من جانب مجموعة “سافي” وأن استثمارًا واحدًا في هذا القطاع يُغني، من حيث الأرباح، عن عشرات الاستثمارات التقليدية. عادين الألعاب الإلكترونية قطاع المستقبل، بالنظر إلى ما تدرّه من مليارات الدولارات سنويًا وأحد مصادر التنوع الاقتصادي مستقبلًا.
“وليه لا” كلمة سر ومفتاح النجاح.. نعم و”ليه لا” ما نكون قبلة الألعاب الإلكترونية في 2030، “لا المستحيلة” ليس لها موقع في عرّاب مستقبلنا وإعراب رؤيتنا.