لماذا
يا إدارة الاتحاد؟
كنت أتوقع أن يطرح الإعلام المهتم بالشأن الاتحادي “السؤال العنوان”، منذ أن صدر قرار لجنة الاحتراف في “2ـ8ـ2022م” والمتضمن “إيقاف حمد الله، والمدير التنفيذي “البلوي”، ومدير الفريق الأول لكرة القدم “السعيد”، وحرمان نادي الاتحاد من تسجيل لاعبين جدد لمدة فترة تسجيل واحدة”.
ولكن للأسف أغلب الإعلام المهتم بالشأن الاتحادي كان منشغلًا إما بالتبرير للإدارة وتحويلها لضحية، أو بالتطبيل للهلال نكاية بمنافسه، فيما فئة قليلة جدًّا “تعد على إصبع اليد الواحدة” حاولوا الإجابة عن السؤال، أو مساءلة الإدارة “لماذا ارتكبت هذا الخطأ البدائي والكارثي، فضاع الدوري؟”، إلا أن “ضجيج غالبية إعلام الاتحاد بمساعدة من إعلام الحليف الجديد” كان لهم بالمرصاد فاختفت أصواتهم، أو توقفوا خوفًا من تهمة خيانة الكيان.
اليوم يعود سؤال “لماذا يا إدارة الاتحاد”؟ ليطرح نفسه من جديد بعد استئناف نادي الاتحاد في “مركز التحكيم الرياضي” على قرار لجنة الاحتراف.
وهذا السؤال يفرض نفسه بقوة والسبب: إن كانت إدارة الاتحاد ترى أن القرار ظالم، فلماذا قبلت استقالة “البلوي والسعيد”؟
إذ لا يمكن أن تذهب للاستئناف على قرار في نفس الوقت تقبل استقالة من عوقبوا، فأنت بهذه الطريقة تعترف بشكل غير مباشر أنك لست بريئًا.
والإدارة الجيدة لهذه القضية تفرض عليك رفض “الاستقالة، أو الإقالة، أو تأجيلها” إلى ما بعد الاستئناف حتى لا تضعف موقفك، أو ألا تستمر بخداع الجماهير في قضية تبدو بالأدلة القاطعة أنك مدان فالتسجيلات أكدت صحتها “جهة الاختصاص وليس لجنة الاحتراف”، كذلك إقرار اللاعب “حمد الله” بأن المحادثات الصوتية له، بالإضافة لعدم وجود موافقة كتابية من نادي النصر لنادي الاتحاد قبل الشروع في التفاوض مع اللاعب، فعلى ماذا تستأنف إدارة نادي الاتحاد؟
بعبارة أوضح: لماذا هدر الوقت في قضية تبدو شبه محسومة؟
خصوصًا أن العقوبة في حدها الأدنى كغرامة وإيقاف فترة واحدة من التسجيل فقط.
فهل الإدارة تخاف من تباعات الاعتراف، إذ سيحمّلها الجماهير السبب في ضياع بطولة كانت شبه حسمت لفريق “الاتحاد” قبل 5 جولات من نهاية الدوري؟
لهذا تأمل الإدارة بأن يصل التحزب والتعصب عند جماهير النادي إلى منتهاه، فيتبنوا فكرة “الإنكار وعدم الاعتراف” ولا يحاكموا الإدارة على “الخطأ البدائي والكارثي الذي أضاع الدوري” نكاية بالطرف الآخر “النصر وجماهيره”؟
قد يحدث هذا فبعض الجماهير للأسف يسهل خدعهم كذلك العاطفة تحكمهم، ولكن هل سيقبل عقلاء الاتحاد بألا تحاسب الإدارة على ضياع الدوري؟