كيف نستثمر
مهرجان التلفزيون؟
أيام قلة تفصلنا عن انطلاق المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون في دورته الثانية والعشرين في مدينة الرياض، وهي المرة الأولى التي يقام خارج مقره تونس منذ أكثر من 40 عامًا، وبالطبع حدث إعلامي استثنائي وتاريخي يأتي استمرارًا لنجاحات السعودية في استقطاب أهم المناسبات والمهرجانات العالمية على كافة الأصعدة في السنوات الأخيرة ويبرهن قدرة أبناء هذا الوطن الغالي على إبهار العالم بالعمل المتقن والمجوّد.
وندرك بأن استضافة المهرجان في الرياض تأتي تأكيدًا على النهضة التنموية في كافة الاتجاهات وتحقيقًا لأهداف «رؤية 2030»، وتعزز الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها البلاد، وقدراتها العالية على استضافة المناسبات الدولية الكبرى، حتى باتت الرياض تحتضن فعاليات عالمية كبرى مختلفة في وقت واحد، وباحترافية عالية وهذا لم يأت إلا بعد توفيقه سبحانه ومن ثم دعم القيادة الرشيدة السخيّ على كافة الأصعدة.
بلغة الأرقام فإن أكثر من 1000 إعلامي ينتمون إلى مؤسسات وهيئات إعلامية وإذاعية وصحافية في الخليج والعرب والعالم سيحضرون إلى الرياض للمشاركة في المهرجان إلى جانب 200 مؤسسة من الهيئات الأعضاء والشبكات التلفزيونية والمحطات الإذاعية الخاصة والقنوات الدولية الناطقة بالعربية، وأشهر الشركات العالمية المصنّعة للتجهيزات التقنية، وشركات الإنتاج وتوزيع المحتوى السمعي والبصري، ومزوّدي الخدمات، كل هؤلاء سيكونون تحت سماء العاصمة.
هنا لا بد على المنتمين إلى الإعلام السعودي الاستفادة من مثل هذه المهرجانات بتبادل الأفكار والثقافات مع نظرائهم في الدول الأخرى والاطلاع على كل ما هو جديد، وبحسب أجندة المنظمين فهناك 30 ورشة عمل وجلسة مصاحبة، تناقش الإنتاج التلفزيوني والإذاعي، والإعلام الرياضي والنجومية، إضافة إلى جلسات تعنى بمشاركة المرأة والعمل الإعلامي المستقل، وغيرها، فلا بد ألا تكون المشاركة من أجل الحصول على شهادة حضور فقط، بل التركيز في ما يطرح واستثمار تلك الفرصة التاريخية، وأن تعود على الإعلاميين بالمنفعة والخبرات.
كما أن القائمين على هيئة الإذاعة والتلفزيون بقيادة رئيسها التنفيذي محمد بن فهد الحارثي الذي يترأس اتحاد إذاعات الدول العربية ASBU عليهم استثمار هذا الحدث الكبير في أوجه عدة وهم قادرون على ذلك، فحضور هذا الكم الكبير من الإعلاميين يُعد نجاحًا مهمًا بحد ذاته، لكن الأهم هو أن يعود هؤلاء إلى أوطانهم وقد تشكلت لديهم صورة حقيقية عن بلادنا ومقوماتها وإمكاناتها ثقافيًا وسياحيًا واقتصاديًا ورياضيًا وترفيهيًا..
فليس من سمع كمن شاهد.