الرعب النفسي في «المراقب»
كثيرًا ما كنت ضد أفلام الرعب وذلك بسبب تكرار سيناريوهاتها وقصصها، وسبق لي الحديث في أكثر من موضع عن موقفي تجاهها. والأمر ليس بكراهية تجاه تصنيف الرعب وإخافة المشاهد بل السبب يعود إلى تكرار القصص، الأمر الذي جعل التصنيف بلا قيمة. لكن إثارة قلق المشاهد ومروره بتجربة مرعبة هو أمر له ملذاته في كثير من الأحيان خصوصًا إذا ما كان العمل متقنًا.
ولعلي أسلط الضوء اليوم على فكرة إخافة المشاهد وليس الرعب، لأن الأمرين مختلفان. هناك تصنيف الرعب الاعتيادي الذي هو عبارة عن أشباح، أو جن، أو قاتل متسلل وغيرها، ولكن هناك جانب آخر رائع جِدًّا، وهو الرعب النفسي في الأفلام.
هذا النوع لطالما وجدت بأن كثيرًا من الأعمال فيه مثيرة جِدًّا وتبقي المشاهد على حافة المقعد بكامل الفضول والانتباه ليعرف النهاية. وغالبًا ما يجتمع تصنيف الرعب النفسي، مع تصنيف الإثارة. وهو ما حصل في سيناريو اختياري لفيلم الأسبوع الحالي.
فيلم “المراقب” هو فيلم إثارة ورعب نفسي صدر هذا العام ويأتي بتأليف وإخراج كلوي أوكونو. المخرجة التي تستند إلى سيناريو أصلي من تأليف زاك فورد. كما يأتي هذا الفيلم ببطولة كل من كارل جلوسمان وبيرن جورمان. وكلا الاثنين لم يسبق لي أن تابعت لهما أعمالًا من قبل.
أما عن قصة الفيلم فهي الأمر الرائع فيه، حيث يتكلم عن زوجين أمريكيين ينتقلان للعيش في بوخارست. جوليا وفرانسيس انتقلا إلى مبنى سكني يحمل نوافذ كبيرة مطلة على عمائر أخرى، وفيها تستطيع الاطلاع على مساكن الآخرين كما يستطيع الآخرون انتهاك خصوصيتك في المراقبة إذا ما كانت الستائر مفتوحة.
وهنا مربط القصة حيث يغيب فرانسيس لساعات طويلة بسبب عمله بينما تبقى جوليا في الشقة وتبدأ معها الهواجس والأفكار... وحيثما تسرح بدأت بملاحظة أن هناك رجلًا في نافذة بالمبنى المقابل لها يراقبها بشكل مريب. ويومًا بعد يوم تبدأ بملاحظة أن هذا الرجل يراقبها بشكل مستمر دون أن يعطي أي إشارة أو هدف. استمرار مرحلة القلق تتطور لتصل إلى أن هذا الرجل أصبحت تعتقد بأنه يلاحقها حتى في خروجها من السكن.
ومن هنا نبدأ كمشاهدين بالتساؤل عن هوية هذا الرجل، وحقيقة وجوده من عدمها مع إبداع رائع بالأداء التمثيلي للشخصيات الرئيسة. قد لا يكون هذا الفيلم من أفضل أعمال السنة ولكنه بكل تأكيد مثير، ومقلق ويستحق المتابعة.