ما بين الغموض والكوميديا كان «Glass Onion»
حينما انتهت رحلة الممثل دانيال كريج من سلسلة أفلام جيمس بوند، توقع الجماهير أن تبقى بصمته على هذه السلسلة عالقة لفترة من السنين. لكن كاريزما الممثل وإبداعه المستمر في اختياراته بعناية لأدواره ساعدت بشكل كبير جِدًّا في أن يتناسى الجمهور دوره أو على الأقل دعنا نقل يتغافل عنه بشكل أصح.
يعود الفيلم الذي عود الجماهير على أن يكون نسخة جميلة مختلفة عن المحقق شيركوك، ليصدر جزءًا ثانيًا قد يكون أجمل من الأول لدى الكثير من الناس. الفيلم الذي مزج ما بين الغموض ومزجه مع الكوميديا والفكاهة. فيلم “أخرجوا السكاكين: غلاس أونيون”. الفيلم الذي صور في الجائحة وجعل دانيل كريج منعزلًا دون قضايا ليحلها في بداية الفيلم إلى أن يأتي الفرج.
الفيلم ضم مجموعة من الشخصيات مختلفة الأجناس والميول والوظائف والاهتمامات، حيث نجد كلًا من: مرشحة لمجلس الشيوخ، وعارضة أزياء سابقًا، وناشط وستريمر عبر منصة تويتش، وكذلك عالم في شركة تكنولوجيا، بالإضافة إلى شريكة سابقة صامتة مع الأخير وهو الملياردير الأحمق.
يجتمع كل هؤلاء في جزيرة غامضة فاحشة الثراء تتبع الرجل الأحمق بعد أن حصل الجميع على دعوة مميزة. هذه الدعوة عبارة عن صندوق مغلق يتطلب حل عدد من الألغاز لفتحه. وبداخله نجد دعوة خاصة إلى جزيرة خاصة.
القصة تبدأ في الجزيرة حيث المزحة التي تتحول لواقع، الرجل الثري يدعو الأصدقاء لحل جريمة قتله الافتراضية، ولكن ما يحصل بالواقع هي قضية تحقيق حقيقية ممتعة وفكاهية مع دانيال كريج والممثل القدير إدوارد نورتن.
هذا الفيلم في قصته أعطى درسًا في كيفية سيطرة الناس على البشر من خلال أموالهم، والأمر هنا لا يقصد عموم الناس بل حتى في أقربهم لك كالأصدقاء. حيث يسيطر الملياردير على بقية الأصدقاء ويحمل المصالح لهم في كل شؤونهم وأعمالهم. بالإضافة إلى أن الفيلم قدم كذلك وجبة دسمة في الغموض وحل الألغاز من جانب، بالإضافة إلى الكوميديا الخفيفة والمقبولة في جانب آخر.
المثير أن الفيلم تم تصويره في خلال فترة الحجر الصحي وفي وسط الأزمة، ولذلك يستغرب المشاهد بشعوره أن الفيلم قديم وتم إصداره متأخرًا. ولكنه في الواقع لم يصدر في الفترة الماضية لشدة الغموض حول مصير السينما ومداخيلها كأرباح، ولكنه الآن أثبت جودته في تقييمه وكذلك إيراداته حيث حصل على تقييم 92% في موقع الطماطم الفاسدة الشهير.
قد يصف البعض الجزء الثاني بأنه أفضل من الأول، ولكنني غالبًا ما أميل إلى حب البدايات وأول الأجزاء في كثير من الأعمال السابقة، ولكن الثاني بلا شك يستحق المتابعة.