2023-01-28 | 00:13 مقالات

طفلة Sbc وتغريدة «عصفور الفن»

مشاركة الخبر      

اختار النجم السعودي عبد المجيد عبد الله حسابه في تويتر ليعلن إعجابه بطفلة، وهو من يحظى بملايين المعجبين والمعجبات على كافة الأقطار، وكتب تغريدة جاء فيها: “أنا شفتك وسمعتك صدفة وطحت فدباديبك يا دانة يا حبيبتي.. ربي يحميك ويخليك لبابا وماما وأنا بعد”.
دانة العيدان طفلة لم تتخطَ السادسة من عمرها، تقف بكل ثقة أمام المذياع لتصدح بأغنية عبد المجيد “أول حكايتنا” عبر برنامج “أغنيلك” الذي تبثه قناة sbc السعودية، ليرتفع عدد المشاهدات للمقطع إلى أكثر من مليون مشاهدة في فترة بسيطة، وتصبح الطفلة نجمة بتغريدة “عصفور الفن” انتهت القصة هنا لكنها بدأت في مكان آخر.
النجم عبد المجيد ليس من نوعية الراكضين خلف الإعلانات التجارية، وبحسب مقربين فإنه يرفض فكرة الحصول على المادة من هذا الباب، لكن المحتوى الجيد جعله يعلن دون أن يطلب منه صديق أو تغريه لغة المال.
التسويق للأعمال الجيدة لا يأتي بقوة المال أو الترويج من حسابات مليونية، ولكن المحتوى المميز سيفرض هيمنته، وسيأتي من ينصفه، ولنا في تغريدة عبد المجيد والطفلة مثال.
قناة sbc تقدم أكثر من 35 برنامجًا منوعًا ما بين الحوار والسياسة والثقافة والترفيه والسينما والرياضة، وجذبني الكثير منها لا سيما بعد الخروج عن الأفكار التقليدية وتقديم محتوى يحتاج فقط إلى المتابعة والإنصاف كما فعل النجم عبد المجيد..
الركض وراء الأعمال من بوابة المسوقين ليست دليلًا على نجاحها، والأرقام الفلكية في التفاعل حولها في وسائل التواصل الاجتماعي لا تعكس واقعها، فالكثير من صنّاعها يلجأون إلى تلك الوسيلة لتغطي من إخفاقهم في تقديم محتوى جذّاب.
لست هنا أدافع عمّا تقدمه القناة السعودية الشابة، ولكنني ضد من يحكم على طرحها كون لديه صورة نمطية سابقة، فيبدأ بإصدار الأحكام وهو لم يستمع إلى الشهود أو يطّلع على الأدلة، فتختل موازين العدل لديه.
الواقع يقول إن ما يتم طرحه من محتوى في Sbc لا يختلف كثيرًا عن ما تقدمه أعتى القنوات العربية وأشهرها، بل يفوقها لا سيما بعد ضخ موازنات كبرى لإنتاج برامج واستقطاب أبرز النجوم ما بين التقديم والاستضافة.
المشاهد حاليًا أصبح أكثر ذكاءً ولا تنطلي عليه لعبة الترويج، وإنما أصبح يميز بين البضاعة الجيدة والمغشوشة، وحتى لو تم ذر رماد التسويق في عينيّه فلن يؤثر عليه.
لذا، فالقائمون على البرامج التلفزيونية يجب أن يدركوا أنهم أمام مشاهدين شرسين، ويحرصوا على تقديم المهنية، ولا يفكروا في تسويقها كونها ستصل مهما بعدت، وإلا كيف لطلفة صغيرة أن تجعل فنانًا كبيرًا يغرم في طربها.