2023-01-28 | 23:35 مقالات

الفوز أو الانهيار

مشاركة الخبر      

لم يعرف مشجعو النصر طعمًا بمرارة الخسارة أمام الاتحاد في نصف نهائي كأس السوبر السعودية، وزاده علقمًا السقوط بنتيجة عريضة لم يكن أكثرهم تشاؤمًا يتوقعها لفريق يقوده أعظم لاعبي العالم كريستيانو رونالدو وبوجود قائمة من النجوم المحليين والأجانب أصحاب القدرات العالية.
وفتح الظهور الباهت للنصر خلال مباراته ضد الاتحاد، الباب للتكهنات بشأن جدوى استمرار المدرب وبعض عناصر الفريق، بعدما تحولت تحصينات الدفاع إلى ممر سهل لزكريا هوساوي وعبد الرحمن العبود وعبد الرزاق حمد الله، وسط انشغال المدافعين براية مراقب الخط والرهان دائمًا على تسلل المنافسين في مشهد لا يعكس القوة الضاربة للنصر في خطي الوسط والهجوم، ما جعل بعض المتابعين يتساءل عن كيفية إعداد الفريق لمباراة ضد خصم يمتلك مجموعة متجانسة من اللاعبين الذين يخوضون مبارياتهم معًا منذ ثلاث سنوات.
ويمكن تشبيه ما حدث للنصر مساء الخميس الماضي، بمشاهد السلسلة الوثائقية “الفوز أو الفوز” التي تتحدث عن كواليس مباريات النصر، بعدما ظهر اللاعبون يتحدثون عن مباراة فريقهم ضد الاتحاد في الموسم السابق ضمن الحلقة الرابعة “الميدان يا حميدان” وقناعتهم بأنهم خسروا بثلاثية نظيفة بفعل أخطاء الحكم، فضلًا عن تصورهم بأن الفريق الخصم يلعب الكرة على طريقة منافسات “الحواري”، مع أن البرازيلي رومارينيو أحرز هدفًا في مرسول بارك بعد 22 تمريرة انتهت في مرمى النصر، قبل أن يحرز في المباراة الأخيرة هدفًا بعد 17 تمريرة بدأت من الحارس جروهي وانتهت في شباك نظيره الأرجنتيني أوجوستين روسي.
ما زال نادي النصر بمكوناته ينظر بعيدًا عن الكرة، فكما انشغل اللاعبون براية مراقب الخط خلال مباراة الاتحاد، انشغلت بقية المكونات في معارك إعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، في وقت باتت الرؤية أكثر وضوحًا بامتلاك الفريق قوة ضاربة لا يوازيها أقوى المنافسين، وبالتالي نقل المعركة من خارج الملعب إلى داخله والاستفادة من انضمام رونالدو الذي كان يمثل الذراع الطويلة أينما حل وارتحل، بدلًا من مشاهدة مسرحية بائسة جديدة عند ملاقاة الاتحاد أو الهلال.
ومهما كانت مبررات خسارة النصر أمام الاتحاد، إلا أن تبديلات ما بين الشوطين برهنت دخول المدرب جارسيا في أجواء التصعيد الإعلامي حين لم ينتبه إلى رداءة بعض لاعبيه إلا بعد أن اكتسحه نظيره نونو سانتو الذي أثبت في المباريات الأخيرة قدرته على استيعاب الانتقادات والتراجع عن قناعاته لفائدة الفريق ودون أدنى حرج.