العشوائية
في أحدث أفلام «جيرارد بتل»
بعد مشاهدات تزيد عن ألف فيلم على الأقل، تعتقد كمشاهد أن صناع الأفلام جميعهم سيعون أبجديات صناعة الفيلم، ومن الأبجديات خطوات الدرج التي تبدأ بالمشاهد في الأساس، ثم تأخذه إلى الذروة أو القمة من حيث القصص.
تخيل معي أنك تشاهد فيلمًا عن رجل طيار، يظهر بأنه ماهر في وظيفته في بداية الفيلم، ولكن بعد ذلك يتبين لك مثلًا بأن الفيلم عن الطهي والشيف الذكي؟ لا يمكن ذلك بكل تأكيد أن يكون فيلمًا واحدًا مترابطًا في أحداثه.
ما حدث في فيلم جيرارد بتلر بالنسبة لي مزعج، الفيلم بدأ مع شخصية بتلر، حيث يسعى للذهاب في رحلة طيران طويلة وفيها عدد محدود من الركاب، يستمر الفيلم بتقديم فكرة الطيار المبدع الذي يواجه تحديًا أشبه بتحديات ذي الستة وستين سنة “توم هانكس” حينما صنع فيلم سولي في 2016. لكن بالنهاية نكتشف بأن الفيلم ليس عن طيار ماهر بل عن رحلة نجاة لمجموعة من الناجين على متن جزيرة من جزر الفلبين.
التشتت في هذا الأمر للمشاهد الذي لم يتابع أي عروض دعائية من قبل متابعة الفيلم جعله أمرًا مزعجًا بالنسبة لي، الأمر الآخر هو وجود ممثلين من الدرجة السادسة بجوار الممثل بتلر الذي لم يسبق لي أن صنفته في الدرجة الأولى أو حتى الثالثة. بالتالي المزيج ما بين بطولة ممثل درجة رابعة، ومجموعة من المجاهيل جعلت من الفيلم أكثر بؤسًا بالنسبة لي.
هذا العمل يعرض حَالِيًّا في السينما وحصل على تقييم الستة من عشرة في قاعدة بيانات الأفلام، ولكن الواقع، بأن العمل لا يستحق هذا التقييم، وأكتفي بالقول إن العمل لا يستحق سعر التذكرة المدفوعة عليه، ولن يزيد عن الأربعة من عشرة.
في صناعة الأفلام مشكلة كغيرها من الصناعات الفنية، وهي أن ليس كل عمل يعرض في السينما يهدف إلى إمتاع المشاهد أو تقديم ساعتين فنيتين جميلتين، بل إن الكثير منهم يسعى لأن يكون العمل مجديًا مَادِّيًّا، كم الأرباح بالمقارنة مع التكاليف، وفي حال الربح فالعمل قد تم والواجب قد تحقق. هذا النوع من الأفلام لا يستطيع المشاهد إلا أن يشعر بعد خروجه من السينما بأنه قد تمت سرقته.