2023-04-06 | 00:10 مقالات

مكتسبات الهلال والاتحاد.. ماذا عن الأخلاق؟

مشاركة الخبر      

أمس الأول دار جدل في “برنامج الديوانية” حول “المكتسبات/ الأرباح” أبطالها كانوا “فواز الشريف، دباس الدوسري، محمد الخميس”، وهذه المكتسبات هي تبعات ما حدث بين النصر والهلال والاتحاد في قضيتي “كنو وحمد الله”، وكان “الشريف يرى أن الهلال والاتحاد هما من كسب في النهاية ببقاء “كنو” والتعاقد مع “حمد الله”.
واستمر الجدل حول هذا الأمر لـ “7:56 د” أو حول سؤال: هل كسب النصر القضية أم الهلال والاتحاد ببقاء “كنو والتوقيع مع حمد الله”؟
مع محاولة من “دباس والخميس” بجعل الهلال والاتحاد “ضحية”، فزعم أن الأول لا يعرف عن توقيع “كنو”، فيما الثاني فاوض “حمد الله” بموافقة النصر.
هذا الجدل بين الثلاثي يكشف لنا ما الذي فعلته “ثقافة الاستهلاك” بالعامة؟
إذ جعلت الغالبية يؤمنون بفلسفتها “ليس مهمًا كيف تصل، المهم أن تصل”، أو “ليس مهمًا كيف تحقق مكاسبك، المهم أن تحققها”.
فهي أي “ثقافة الاستهلاك” دفعت “القيم والأخلاق” إلى أسفل سلم الأولويات، لتجعل المكاسب أو الأرباح هي الأهم، ولو بطرق غير قانونية/ شرعية.
فإن كانت “مكاسبك/ أرباحك” ستتحقق “بالتفاوض مع اللاعب بالخفاء لتأخذه من نادٍ متعاقد معه، افعل فالمكتسبات أهم من احترام المبادئ. وإن كان توقيع عقد غير قانوني مع لاعب سيحقق مكاسب، وقع وليس مهمًا أن تنتهك الأنظمة، “فالقيم والأخلاق” لا قيمة لها بسوق “ثقافة الاستهلاك”. وربما الكثير شاهد مقاطع فيديوهات بمواقع التواصل لأشخاص يسألون “فتاة/ شابًا” عن ماركة ملابسه وساعته وجواله وكم تكلفة كل ما يرتديه، فأصبحت قيمة الإنسان بما يرتديه من ماركات غالية، وكل ما زاد سعر ما تقتنيه زادت قيمتك. أعود لما بدأت به وجدل الثلاثي حول المكتسبات الذي بدأ وانتهى حول المكتسبات/ الأرباح، وإن عوقب النادي، فالمهم الأرباح.
ولم يطرح واحد من الثلاثي السؤال الأهم: ماذا عن الأخلاق؟
وهل يحق لأحد أن ينتهك القوانين والأنظمة، طالما سيحقق مكاسب؟
فقبول رشوة فيها مكاسب مادية، والغش فيه مكاسب، وشهادة الزور تحقق أموالًا، وكذلك الاختلاس.
بقي أن أقول:
إن “ثقافة الاستهلاك” ما زالت تدمر أخلاق إنسان هذا العصر بشراسة، وما يساعدها على ذلك إعلامي جاهل يروج لهذه الثقافة دون قصد، إذ لو سألت أحدهم: هل تريد تدمير الأخلاق؟
لأجابك بصدق: لا.
وهكذا هو الجاهل يهدم فيما هو يريد البناء، لكنه فقير معرفيًّا.