نسخة ريتشي من «العهد»
اليوم أنا سعيد وحزين بذات الوقت، سعيد بأنني تابعت عملًا جميلًا في دور عرض السينما- هذا الأمر الذي أصبح نادرًا هذه الأيام- وحزين لأن صناعة السينما في هذه الفترة بالذات أصبحت تقتصر فقط على أسماء معدودة لا تتخطى المئة رجل وامرأة.
على سبيل المثال وللإيضاح أكثر، اليوم أنا سعيد بنتيجة عمل المخرج جاي ريتشي في فيلمه الجديد “العهد”، وسعيد كذلك بأن الممثل “جيك جلنهال” أعطى دورًا جميلًا في هذا الفيلم، ولكن الاثنين ليسا بجدد في صناعة السينما، كلاهما له صيت وسجل حافل بالإبداعات، ولم يقتصر الأمر عليهما فقط، بل على قائمة المئة شخص كما أسلفت. السينما اليوم نادرًا ما تكون ولادة لمواهب جديدة. وكل ما يجب علي كمشاهد هو أن أنتظر أفلام المخرجين الرائعين، أو الممثلين المعروفين لأكون على موعد مع رهان فيما إذا كان الفيلم سيخرج بنتيجة إيجابية أو لا.
ولكن متى كانت آخر مرة شاهدت فيها فيلمًا جديدًا، ظهر فيه عدد من الممثلين الجدد والموهوبين؟ متى كانت آخر مرة دخلت فيها فيلمًا -على بياض- دون أن تعرف عنه شيئًا وكانت النتيجة مثالية وصادمة. جميع ما نذهب له في السينما يكون بالنهاية رهان لأشخاص نعرفهم من قبل أن نذهب. وهذا لا يعيب الأمر ولكنه محزن بالنسبة لي في حال كان هو السبيل الوحيد لمتابعة الأفلام.
جاي ريتشي هو مخرج شهير ورائع فيما يتعلق بالإثارة والأكشن، سبق لي متابعة عدد من أفلامه الجميلة التي رسخت اسمه في مخيلتي مثل فيلم “غضب الرجال” وفيلم “الواشي” وفيلم “الرجال المحترمين” وغيرها من أفلام التسعينيات التي لا تحضرني أسماؤها حاليًا. وبالقابل الممثل الرائع جيك جالنهال كذلك يمتلك سيرة ذاتية حافلة بالنجومية آخرها أفلام مثل “الزاحف الليلي” و”السجناء” و”ساوث باو”. بالتالي هذا العمل الجديد والمسمى بنسخة جاي ريتشي من العهد هو بكل تأكيد أحد أعمال أبريل المنتظرة بشدة.
العمل يتحدث في قصته عن رقيب في الجيش الأمريكي يقوم بتجنيد رجل اسمه أحمد، وذلك لأجل الترجمة له مع الأفغان في مهمتهم في أفغانستان. أحمد يوافق بطبيعة الحال على الخدمة ويكرس نفسه من أجل الانتقام من حدث مؤلم له تسببت به طالبان.
هذا الفيلم ممتع، مثير، ولكنه أطول من اللازم. ولا أعرف حقيقة كونه مقتبسًا من قصة حقيقية من عدمها، ولكن في كلا الأمرين هو فيلم يستحق المتابعة.