ظلم المسحل وعقوبة أوراوا
سنّ بعض من الصحافيين المواليين لنادي الهلال سهامًا حادة تجاه ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، بعد خسارة الفريق من الشباب في دوري روشن، وطالبوا حينها بعدم حضوره إلى نهائي دوري أبطال آسيا و“الترزز” على حد وصفهم أثناء تسليم الكأس وكأنهم ضمنوا نيل اللقب وهم من بيدهم توجيه الدعوات.
لو صدرت تلك المطالب من مشجعين متعصبين لفسرت بأنها ردة فعل عاطفية ووقتية، لكن أن تخرج من نقاد وكتّاب لهم وزنهم في الوسط الإعلامي وبعضهم ممن يدعون الحياد في العلن، فهنا المصيبة تعظم، والأمرُّ من ذلك بأنهم لم يفرحوا بالكأس، أو استضافة المونديال، والمسحل كان موجودًا في المنصة.
بعض الصحافيين المواليين للفريق الأزرق سلكوا هذا الطريق، على الرغم من أنه يحوي إشارات عدة، تدلُّ على مخارج كثيرة، توصل إلى سبب تدهور الزعيم، لكنهم لا يرون إلا أسهل الطرق للوصول إلى شمَّاعة الأخطاء “الوهمية”، فهم بذلك يبعدون الأنظار عن العلامات في الطريق الدالة على الأسباب، منها الإدارة والمدرب واللاعبون.
الهلال خسر من أوراوا، وهو الفريق الأقل منه بشكل تتعجَّب منه الغرابة ذاتها، عبر أهداف ولجت مرماه أشبه بالعقوبة من أخطاء في الذهاب والإياب، لو أعيدت ألف مرة لما حدثت..
المسحل ولجان اتحاده لم يرتكبوا خطأ تسجيل محمد كنو، بالتالي حرمان الهلال من التسجيل فترتين، ولو لم تكن، لكان الجمهور الهلالي يردد الـ “see” في مدرَّجاته، بل هو خطأ إداري فادح لا يزال الهلال يدفع ثمنه إلى الآن..
المسحل ولجان اتحاده لم يتدخَّلوا في تشكيلة المدرب دياز، ولم يطلبوا إشراك بعض لاعبي الصف الثاني في مباريات الدوري، ليركز على اللقب الآسيوي، ولا أعرف لماذا يفرِّط دياز في لقب الدوري بهدف إراحة اللاعبين، فهل هم موظفون في وظائف غير كرة القدم؟!.
للصحافيين المواليين للهلال، لا يعميكم التعصُّب، فترموا بأخطاء الإدارة أو المدرب، أو اللاعبين على الجهة الأضعف في نظركم، واجعلوا المهنية نصب أعينكم وهدفكم، على الرغم من أنني أدرك أن كثيرًا منكم همّه مصلحة النادي أكثر من وسائلكم الإعلامية، لكن على الأقل لا تدخَّلوا في ذمم أشخاص، ولا تظلموهم، وهم ليس لهم علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالأخطاء الإدارية والفنية.. كونوا شجعانًا، وتحدَّثوا عنها بصراحة، واتركوا المسحل ولجانه، فلهم بصمات واضحة في تطوير كرتنا.