كلام
ويك إند
ـ توقفت عن التدخين منذ عام ونصف، هذه أطول مدة إلى غايه الآن، فمعظم المحاولات السابقة كانت تنتهي بعد يومين أو ثلاثة، لكنني لم أنجح هذه المرة دون مساعدة، فقد استخدمت علكة تمدني بالنيكوتين، كنت في بدايات استخدام العلكة سعيدًا كونها بديلًا أفضل، فلا دخان ولا رائحة مزعجة ولا سعال وآلام صدر، أصبحت أمضغ العلكة في كل مكان أتواجد فيه.
يدفعني الحماس لحياة خالية من التدخين، إلى أن انتبهت إلى أمر كنت قد نسيته: هل من اللائق وأنا في هذا العمر أن أمضغ علكة أمام الناس وبشكل شبه دائم؟ ألا يعتبر هذا قلة ذوق؟ أليس من الممكن أن يلقبني الناس بأبي علك؟ بدأت أفكر وأحسب المخاطر وأقارنها بمخاطر التدخين، وتوصلت إلى حل وسط، أن أقول لكل من ألتقيهم عن أسباب مضغي للعلك، وأنها ضرورة وليست تفاهة وقلة ذوق، وأن مضغي بطيء وهادئ، فلا أصوات تصدر ولا بالونات تنفخ مثلما يفعل العلاّكون، استمر الحل الوسط ناجحًا إلى قبل يومين، كنت جالسًا في المقهى مستغرقًا في الكتابة، ودون شعور مني ومع الحماس نفخت من العلكة بالونة سرعان ما انفجرت وأصدرت صوتًا، فالتفت الناس نحو مصدر الصوت، كانت آثار البالونة على أنفي وفمي، اشتعلت النار بداخلي وودت لو أن السقف مفتوح، وعندي جناحين، كانوا شبابًا وكنت في عمر والدهم، وكان أحد الناظرين شابًا كثيرًا ما كان يأتي للسلام علي ولا يناديني إلا بالأستاذ! هل بقيت أية أستاذية بعد انفجار البالونة؟
ـ يخطئ الأطباء النفسيون عندما يحاولون تشخيص حالات المراجعين دون وضع الحالة المادية للمراجع كسبب أول للتعب النفسي، ولو كنت طبيبًا نفسيًا لسألت المراجع مباشرة: كم الدراهم اللي معك؟ إن كان مفلسًا عرفت أن الدراهم هي علاجه، حينها سأوصيه بزيادة دخله لا أكثر، ومن خلال تجاربي مع نفسي ومشاهداتي للآخرين، أعرف أن الجيب (المبحبح) مصدر للطاقة النفسية، حينها تشعر بأنك فيلسوفًا وسيمًا، عكس الجيب (المنتف) الذي يودي بصاحبه إلى كهف الكآبة. من أعراض تنتف الجيب ما كتبه أحدهم على الإنستجرام، يبدو أنه خبير فَلَسْ: من أعراض انتهاء الراتب: تكون بيتوتي، ضيق في المزاج، اضطرابات في النوم، التحول من مطاعم excuse me إلى مطاعم يا صديق!
ـ ليتني قرأت مقولة ستيفن هوكينج قبل سنوات طويلة: أعظم عدو للمعرفة ليس الجهل، بل وهم المعرفة!