من ينصف
حمد الله وميشيل؟
يتفق جل علماء الاجتماع أن الجماهير “أيًا كان انتماؤها” ليست مجرمة وليست فاضلة، فقد تكون فاضلة ومضحية دون مصلحة لقضية عادلة، أو تكون مجرمة ومدمرة كجماهير “الحزب النازي”، وأحيانًا تكون الاثنين معًا “كالجماهير التي وقفت دقيقة صمت حدادًا على وفاة أم حكم المباراة قبل البداية تعاطفًا معه، وحين لم يحتسب ضربة جزاء لعنوا من وقفوا لها احترامًا”.
كذلك ـ أي الجماهير ـ عاطفية تضخم أو تتفه القضايا، فمن تحبه تتفه خطأه، والعكس تضخمه وتجعله كارثة تهدد أخلاق أو فناء البشرية.
هذه المقدمة لا بد منها لفهم سلوك الجماهير الرياضية اتجاه اللاعبين، ورغم أن القوانين الرياضية حاولت وضع حد لجانبهم المظلم، كمعاقبتهم إن تلفظوا بكلمات نابية أو الإساءة إلى كرامة شخص/ لاعب، إلا أنها لا تستطيع إيقاع العقوبة عليهم إن رددوا “يا بكاية، أو ميسي”، لأنها لا تصنف ضمن الكلمات النابية، مع أنه تنمر منهم، الهدف من ترديدها إيذاء اللاعب.
ولكن ماذا عن اللاعبين والإعلامي الذين انتهكوا إنسانية “لاعب الهلال ميشيل ديلجادو، ولاعب الاتحاد “حمد الله” في مباراة الثلاثاء الماضي بين الهلال والاتحاد”؟
فما حدث للاعب “ميشيل” من قبل بعض لاعبي الاتحاد ظلم، هذا يدفعه بركبته وذاك يجر “فنيلته” وآخر قيل إنه بصق عليه، وقائدهم “حجازي” لا يريده أن يفرح بعد تسجيله هدفًا، وكأن الملعب ما هو إلا كفر “حجازي” عمدته، هو من يحدد من له حق أن يفرح.
كذلك ما حدث للاعب “حمد الله” بالممر ظلم كبير، إذ تلفظ عليه شخص بكلام “بذيء” ثم ختمه قائلًا “أعرف كيف أربيك”، مع أنه هو من يحتاج لتربية، ليكف عن شتم الناس.
هذا الشخص وإن لم يظهر بالمقطع من المؤكد أنه موظف، أو إعلامي لهذا سمح له بالدخول إلى تلك المنطقة المحرمة على الجماهير، فهل سيترك دون أن يعاقب، ودون أن يمنح “حمد الله” فرصة أن يقتص منه قانونيًّا إن أراد؟
ما يحسب “لميشيل وحمد الله” تصرفهما الحكيم، فكلاهما كانت ردود أفعالهما تدل على وعيهما، فلا “ميشيل” رد على بعض لاعبي الاتحاد بالمثل.
كذلك “حمد الله” كان حكيمًا بردة فعله، ربما لمعرفته أن ذاك الشخص البذيء، يريد من “حمد الله” أن يبادله الشتائم، ليتم نشر المقطع ومن ثم تشكيل رأي عام ضد اللاعب عله يعاقب.
أخيرًا،،
هل يتدخل اتحاد الكرة ممثلًا بـ “لجنة الانضباط والأخلاق” لينصف ويحمي “حمد الله وميشيل”، والأهم يحمي الأخلاق، أم سيغض الطرف؟