صعود
المدرسة يُدرّس
تابعت لقاءً جميلًا مع الجميل بندر المقيل، رئيس نادي الرياض، في برنامج كورة وكيف استطاع إعادة النادي من دوري الدرجة الثانية مرورًا بالدرجة الأولى بعد غياب 18 عامًا، وفي ظرف ثلاثة أعوام من فترته الرئاسية.
قصته مع رحلة الصعود تدرس حقيقة في طريقة العمل الإداري المحترف والاستثماري، وكيف استطاع أن يجهز ناديه في إجراءات الحوكمة، قبل أن يصل إلى الدرجة الأولى، ليتحصل على 20 مليون ريال دعمًا من الوزارة، ويصعد بفريقه لدوري روشن السعودي من السنة الأولى.
فكر إداري عالٍ جدًّا يستحق الدراسة، وكيف غيَّر شكل النادي العريق مدرسة الوسطى الذي غاب عن المشهد طويلًا، وبدا مهجورًا لخلية نحل فأسس أكثر من 20 لعبة وسجَّل 1000 لاعب في مختلف الألعاب يحضرون للنادي يوميًّا.
لا أظنه سيتعب أبدًا في توفير كل ما تتطلبه استراتيجية الدعم الكبيرة من الوزارة، وسيصبح من أكثر الأندية نجاحًا في الحوكمة، وتوفير كل ما يلزم، وسنجد الرياض مع الفكر الإداري الذي شاهدته ناديًا خاليًا من الديون، وقد يحقق الفوائض لو قدر له البقاء العام المقبل.
الموسم الأول بعد الصعود سيكون صعبًا على كل إدارة قادمة من دوري يلو، فتوفير 8 لاعبين على مستوى تنافسي ومدرب جيد تحتاج مبالغ كبيرة قد لا تمكننا من رؤية النجاح الإداري، ولا أقول الفني في السنة الأولى، لذلك فإني من الآن أتمنى أن يبقى الرياض في الموسم المقبل مع الأندية الكبيرة لنرى أيضًا النجاحات الإدارية بجانب النجاحات الفنية لأقوى دوري عربي وأقوى دوري في القارة الآسيوية.
أفرح كثيرًا بالعمل الإداري المحترف لأنني أعلم أنه سيقدم النجاح الفني، ويضيف للقوة التنافسية في دورينا عاجلًا أم آجلًا.
لا نريد نجاحات فنية داخل الملعب، وفي المقابل إخفاقات على الجانب الإداري وهدر للأموال وعبث مالي من خلال قرارات وقتية وغير مدروسة، لا نريد إدارات تترنح ماليًّا وتتخبط فنيًّا كل موسم وفي كل موسم لا تجد لا تطويرًا في الجانب المالي ولا عملًا فنيًّا يتطور بل كل موسم وهي تصارع حتى الرمق الأخير للبقاء في دوري المحترفين، مثل هذه الإدارات لن تزيد دورينا قوة ولن تخلق منافسين جددًا، ولكني متفائل بإدارة المقيل لتغير من هذه النظرة وتظهر لنا فريقًا تنافسيًّا على البطولات ولو بعد أعوام.