2023-05-19 | 23:45 مقالات

السعوديون في «كان».. الواقع والمأمول

مشاركة الخبر      

استوقفتني قائمة الأفلام العشرة الأكثر إقبالًا على شباك التذاكر في صالات السينما السعودية وذلك لخلوها من المحلية بعد أن تغنينا طويلًا بتربّع فيلم سطار في الأسابيع الماضية على القمة ودخول “الهامور” في المنافسة أيضًا ليشكلا سابقة في “TOP10” ولكن سرعان ما عادت القائمة الذهبية إلى جفافها من الأفلام السعودية، ولا يعقل أن يكون هذان الفيلمان هما خط البداية الحقيقية للصناعة الجديدة وفي الوقت ذاته النهاية..
أفلام محلية عدة حاول صنّاعها إقناع الجمهور بالوقوف على شباك تذاكرها لكنهم لم ينجحوا وحتى ملّاك صالات السينما سرعان ما يسحبونها من العرض لضعف الإقبال وهنا أتحدث عن ماضٍ لا نريد العودة له من جديد، ونبحث الاستمرار في طريق اللاعودة لزمن الأفلام المحلية “غير الجاذبة”، وأن نشاهد أفلامًا على منوال سطار والهامور لكن يبدو أن هناك كسلًا نوعًا ما في إنتاج المزيد من الأفلام الجذابة وقد يكون لأسباب لا يعرفها سوى أهل الاختصاص.
عندما شاهدت صور الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة وهو يترأس مجلس إدارة هيئة الأفلام متجولًا في كواليس مهرجان كان السينمائي تبددت الصورة النمطية لكل متشائم من مستقبل صناعة الأفلام السينمائية المحلية، وتأتي محفّزة لأهل المهنة. هذا الاهتمام الكبير من المسؤول الأول عن الصناعة الجديدة وتجوّله في ميادينها العالمية والالتقاء بالمشاركين السعوديين هناك يؤكد مضينا قدمًا في مجال أهملناه أعوامًا طويلة لكن وصلنا أخيرًا له بعد أن تلمسنا الطريق الصحيح..
في طاولة بسيطة تظهر صورة تجمع الوزير الشاب مع النجم إبراهيم خير الله العبقري في صناعة السينما المحلية ومن سطّر تاريخًا جديدًا بـفيلم “سطار” واستمتعنا بخلطاته السينمائية وآخرها “الخلاط”، وبدا مستمتعًا له ولزملائه ليحقق معادلة التكامل والحديث عن التحديات التي تواجه نجوم صناعة السينما المحلية والعمل على تذليلها..
أدرك بأن هيئة الأفلام تقوم بأعمال كبيرة وهمّها النهوض بصناعة السينما السعودية وأن تكون رقمًا صعبًا في شباك التذاكر، ولكن يجب أن يستفاد من المشاركة في المهرجانات السينمائية الكبرى كما هو الحال لـ“كان” وأن تحوّل التوصيات والمطالب في الجلسات الحوارية على هامش المهرجان واللقاءات الجانبية إلى خارطة طريق تقتح آفاقًا جديدة لقطاع لو عمل بكامل قوته لحقق مستهدفات عدة منها فرص العمل، والإيرادات، وتقديم ثقافتنا بصورة لائقة..كلنا أمل في أن تأتي المشاركة السعودية في مهرجان كان بثمارها ويستفيد كل مهتم بالشأن الذي يعنيه سواء في الإنتاج أو الإخراج أو التمثيل أو أي جانب يسهم في تطوير صناعة السينما المحلية.