أهلي الرياض.. يكفي ما جرى
عرفناه صغارًا “أهلي الرياض”، وانسحبنا من مدرجه حين صار “اليمامة” وأدرنا له الظهور عندما أصبح “الرياض”، لولا قميصه “الأحمر والأسود” لأنكرنا إن كان هناك نادٍ رابع في “العاصمة”، ولولا إطلالة “الساحر” مبارك الناصر في مناسبات خاطفه لما تذكرنا أن أهلي الرياض كان قطعة من قلب “أهالي الرياض” من حواري “معكال” مرورًا با”لشميسي”، انتهاء “بالباطن” الذي حافظ أهله قدر ما يمكنهم لإبقائه في الذاكرة.
عودة نادي الرياض إلى مصاف أندية الدوري الممتاز، لا تشبه غيرها وبقاؤه منافسًا لأنديتها يسندها تأريخ النادي، لا التعاطف مع أشخاص ولا كلام تفرضه المناسبة. “الأهلي” هو الثاني من حيث التأسيس بعد “الشباب”، والثاني في التأهل إلى نهائي كأس الملك بعد “الهلال”، ما يعني أنه ضلع بارز في صناعة كرة القدم في “العاصمة”، تداعت عليه الخطوب ففقد اسمه وجرد من جمهوره، ودفع خارج دائرة المنافسه دفعًا.
لم تبق فيه إلا ألوان قميصه وبعض من خاصته الذين مع الزمن وجوره باتوا غرباء فيه، ليدخل غيبوبة “العودة” للمبتدأ ويصبح “خبر” التندر “الضار” ممن لا يعرفون قيمته، أو مع “الأسف” من قليل لا يملكون له “نفعًا”، فطال أمد الغياب وكثرت عليه سهام عشوائية الحلول، وتراكمت حتى أصبح الداخل إلى “مقره” مفقودًا والخارج من عوزه وقلة حيلته “مولودًا”. فرضت عليه “العزلة” في “ضاحية لبن” يقضي أهالي الحي وقت فراغهم، في زيارته مشيًا حول أسواره وحديقته، بما يشبه المارين حول المقابر.
نجحت محاولة بندر المقيل وإدارته، في إفاقة “غيبوبة” الأستاذ المعلم غيرة في مدرسته الكروية، التي أسسها عبد الله الزير، وتناوب الصائغ والعسكر والحسيني وفيصل بن عبد الله بن ناصر، على مسيرته عبر التحولات والظروف المختلفة محافظين على ما يمكن مما يستحقه، حتى أسقطته “رياح الخماسين” فلم يعد بالكاد يقدر على السير ولا البقاء، إلا بما أمكن من محاولات لجيل آخر تقدمهم ماجد الحكير لتذروه الرياح بعده ذروًا.
لكن معالجة “العرض” لا تشفي “المرض”، وهو ما على “المقيل” أخذه بعين الاعتبار من أجل إبقاء “الرياض” على عهد “أهلي الرياض” وأهاليه، في فرض نفسه على المنافسة من خلال خطة لها “رؤية”، بمواسم “تحول” محددة تتحقق “أهدافها” التي لا تتوقف على البقاء، بل المنافسة وأكثر.