2023-05-31 | 00:32 مقالات

الحب والموت.. بسبع حلقات

مشاركة الخبر      

مرت فترة ليست بالبسيطة منذ أن تابعت عملًا قصيرًا أستطيع أن أقول إنه يستحق المتابعة. ومقال اليوم عن مسلسل يستفز المشاهدين ويثير فضولهم في الوقت ذاته. عمل يثير الاشمئزاز من فكرته وكذلك يكتظ بالتساؤل لمعرفة تفاصيل قصته. هذا العمل بعد متابعتي له توصلت إلى معلومة تفيد بأن شركتين ضخمتين للإنتاج عملتا بنسختين مختلفتين مقتبستين من القصة ذاتها والفارق بينهما أشهر قليلة.
شبكة أتش بي أو ماكس، هي الأحدث في تبني مسلسل الحب أو الموت بسبع حلقات وموسم واحد، بينما منافستها شبكة هولو قدمت القصة ذاتها بطاقم مختلف وبترتيب مختلف بخمس حلقات وموسم واحد صدر في العام الماضي. والمثير للاهتمام هنا أن كلا العملين تم تقديمه بطاقم تمثيلي جيد، وكانت نتيجتهما تقييمات عالية ومثيرة للاهتمام سواء من الجماهير أو حتى النقاد الفنيين، وبالتالي يجد المشاهد نفسه في حيرة من أمره حينما يتساءل “أي العملين أتابع؟”.
أما عن قصة المسلسل فتحكي عن امرأة توصلت لقناعة، بأنها قد عملت بشكل كافٍ في حياتها ولم تحصل على نتيجة مجزية مساوية لذاك العمل وتلك السنين الماضية. هي امرأة اجتهدت في بيتها، وترتيبه، ونظافته كربة منزل، وأخلصت لزوجها وحبها له، بالإضافة إلى تربيتها لأطفالها والعاطفة معهم. وبالتالي رغم ذلك، شعرت بالفراغ الذي يحيط بحياتها ورغبت في شرارة مثيرة تجعلها متشوقة وسعيدة وفي الوقت ذاته مرتبكة وتشعر بالحماسة. هي امرأة لم تكن مقتنعة ونتيجة لذلك رغبت في أن تفعل ما هو محرم في كل الديانات السماوية وكل الأعراف والتقاليد. الفعل الذي يجعلها تدخل في علاقة سرية مع رجل متزوج آخر. لتنتهي هذه القصة بشكل دامٍ وغير متوقع بالنسبة لنا نحن المشاهدين.
في الحلقة الأولى نشاهد بداية هذه العلاقة. في الثانية نشاهدها تتطور بتخطيط وحرفية عاليين وفي الثالثة تنقلب الأمور وتبدأ بأخذ منحنى آخر مربك.
لعل من أبرز إيجابيات هذا العمل كانت خمسة أمور، الأداء التمثيلي، والاستفزاز للمشاهد، والرسائل خلف القصة، والإبداع في طريقة سرد هذه القصة دراميًا وأخيرًا في اختلاف الجماهير على نتيجتها النهائية في قصتها الحقيقية، إذ يجد بعضهم أن ما حصل في القصة الحقيقية كان عدالة، والآخر يجدها ظلمًا ونكرانًا.
مما لا شك فيه، أن هذا العمل القصير هو واحد من الأعمال المثيرة لهذا العام، وهو بكل تأكيد من الأعمال التي لا يندم المشاهد في متابعتها باعتبار أنه من المشاهدين الواعين والناضجين والباحثين عن القصص غير المكررة.